قنص الفلسطينيين إرضاء للمستوطنين

راية- شادي جرارعة:

في اقل من أسبوع أعدم جنود الاحتلال شابين بإطلاق الرصاص عليهم من مسافات قريبة بذريعة أنهم يهددون أمن الجنود.

منذ مقتل المستوطن رزئيل بن ايلانا في عملية إطلاق نار قرب قرية صرة غرب نابلس بدأت قوات الاحتلال بشن حملة عقاب جماعي على قرى ومدن الضفة الغربي وخاصة القريبة من منطقة العملية.

الجنود المنتشرون على طول خطوط التماس لا يراودهم الشك مرتين بإطلاق النار بشكل مباشر على كل من يقترب منهم وهذا ما حصل مع علي قينو من قرية عراق بورين وشهيد الامس أحمد سليم من قرية جيوس شرق قلقيلية.

أسير محرر أمضى ثلاثة سنوات في سجون الاحتلال، أغلق مطعمه الخاص وذهب الى الجهة الغربية من قرية جيوس فباغته جنود الاحتلال هو ورفاقه بكمين محكم أطلقوا عليهم الرصاص فأردوه شهيدا.

تجلس على الاريكة تملأ عينيها الدموع تنتظر نجلها لتلقي عليه نظرة الوداع محاطة بنسوة لم يكفن عن البكاء على حال والدة أحمد، فقد اعتقل جنود الاحتلال نجلها الاخر قبل نحو أسبوع.

تقول الوالدة "حرمني الاحتلال من ولدي ثلاثة أعوام؛ وهو الان يحرمني منه للأبد، دائما ما نشرب الشاي مع بعضنا البعض وثم يخرج. ولكنه الان لن يعود لشرب الشاي معي أبدا". 

وصل الجثمان؛ النساء إستقبلت الشهيد بإطلاق العنان للزغاريد، شبان يهتفون بأعلى صوتهم لمواصلة الطريق في مواجهة الاحتلال.

رئيس مجلس قروي جيوس غسان خريشة قال ل‘راية’ "تم إستهداف القرية منذ عام 2002 ببناء جدار الفصل العنصري على مقربة من منازل المواطنين، إبتلع الجدار من أراضي القرية ما يقارب 5500 دونم".

وأضاف خريشة "منذ لحظة بناء الجدار والمواجهات والاشتباكات مستمرة مع قوات الاحتلال وتكاد تكون شبه يومية وبالتالي دفعت القرية ثمنا كبيرا من الاسرى والجرحى والشهداء، كان أخرهم أحمد سليم".

الحال لم يختلف كثيرا قبل نحو أربعة أيام في منزل الشهيد علي قينو من قرية عراق بورين.

بين يديها تقبض على سترته وتنتظر مجيئه لتلقي عليه نظرة الوداع في ذات الوقت الذي كان يأتي به قادماً من مدرسته حاملا حقيبته.

والدة الشهيد علي قينو تقول ل"راية": "كان بالإمكان إعتقاله، لكنهم أرادوا قتله وهذا ما فعلوه.. حتى وإن القى عليهم الحجارة ماذا ستفعل أمام جندي مدجج بالسلاح؟..".

وأضافت "رصاصة واحدة اطلقت على راس علي، فهو لم يقم بأي شيء سوا الاحتجاج هو ورفاقه على إغلاق مدخل القرية من قبل قوات الاحتلال بالمكعبات الاسمنتية".

تعرضت القرى والمدن الفلسطينية الى حملات شرسة من قبل المستوطنين منذ مطلع الأسبوع الماضي وكان أخرها تكسير منازل في قريتي فرعتا وجيت شرق قلقيلية.

كان أبرز الاعتداءات التي وثقت هو تكسير ما يزيد عن مئة شجرة زيتون في قرية حوارة جنوب نابلس من قبل مستوطني مستوطنة يتسهار والتي يقطنها ما يسمى بجماعات تدفيع الثمن.

مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس قال "اصبحت تصرفات الجنود أقرب الى الجنون ففي أقل من أسبوع قتلوا شابين بإصابات مباشرة بالراس بإستخدام الرصاص الحي".

"المستوطنون انتشروا بشكل كبير ومكثف على الطرق الرئيسية وهذا ما زاد من وتيرة الاحداث فقد كان المستوطنون يهاجمون المنازل ويتم التصدي لهم، أما الان فهم في كل مكان تقريبا يهاجمون من الجبال والطرق الرئيسية الواصلة بين المدن والطرق القريبة من مداخل المستوطنات فقد سجل منذ بداية الاحداث خمس إصابات بإعتداءات المستوطنين وجميعها كانت بهدف القتل" أشار دغلس.