الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حكايا

الحاج جمجوم.. أحد معالم الخليل العتيقة

الحاج سمير فيضي جمجوم

الخليل- رايــة: طه أبو حسين-

"البلدة القديمة روحي وعقلي وكل شيء، أولادي عرضوا علي الخروج منها، لكن أنا ما اقبلت، أعوذ بالله! أنا لو باكل خبز حاف ما بطلع منها، ما بقدر، والله بمرض لو بطلع. كل حجر هون بحفظه عن غيب، فكيف بدي أترك البلدة وأروح بعد 70 سنة من العمر فيها"، قال السبعيني سمير فيضي جمجوم.

عند مدخل حارة القزازين في الخليل العتيقة التي أكلها الاحتلال إلا قليلاً، يجلس الحاج السبعيني سمير فيضي جمجوم (أبو فيضي)، بابتسامة خفيفة، لها سحرٌ خاص بجذب المارة إليه ودكانته الصغيرة التي يبيع فيها السمن البلدي، والأجبان والألبان البلدية التي تحافظ على الأصالة الخليلية.

الحاج سمير؛ رجل بسيط، عفويّته كثيفة المعنى، تأخذكَ لمربع الأصالة والانتماء للأرض التي يعيش عليها "في البلدة القديمة، كل بيت ببيته بعرفه، وكل طفولتي فيها، فهذا المكان لا أفرط فيه ولو شو ما كان، ولا يفارقني عنها الا الموت باذن الله،  أما بخاطري لأ، مستحيل".

لا زلتُ أذكرُ جيداً، طفولتي وأبي الذي كان يصطحبني لدكانة أبو فيضي لشراء الأجبان والألبان والسمن البلدي، وحجم ذلك الاكتظاظ في سوق القزازين، والانتظار الطويل أمام دكانته حتى يأتيَ دورنا، وعند محاولتنا العودة بالحاج سمير لتلك المحطة، قال لنا " زمان كان البيع كثير، فهذا الدكان أنا وأولادي كلنا نبيع فيه ولا نلحق على الناس، لكن بعد تقسيم البلد، واغلاق الشوارع، خفّت الحركة، لكن سابقا كانت الخليل كلها تأتي الى هنا".

كأن طرق ذاكرة الحاج سمير ومحاولة اعادته لعقود أفلت بكلّ ما فيها شدّته لأمرٍ بات يشتهيه اليوم، فقال بحرقة واشتياق "زمان كنا بخير ونعمة يا عمي، نفسيا كنا مطمئنين، مع أن الوضع المادي لم يكن جيدا، لكن أول الناس كانت قليلة وكلهم يعرفوا بعض، اليوم الناس كثرت ولا تعرف بعضها إلا ما ندر، كنا قديما نحب بعضنا، اليوم الواحد غير فاضي لابنه، ما في هداة بال ولا أمن ولا استقرار".

سألتُ الحاج سمير عن بدايته في مهنته التي يعتاش منها، فأجبا "اشتغلت مع أبي في نفس المجال منذ طفولتي، وكبرت وتزوجت من هذه المهنة، ثم خرجت عن أبي بمصلحتي الخاصة، فهذه المهنة وراثة أباً عن جد، وكل اخوتي واولادنا نفس المهنة، اما الان فأولادي واخوتي خرجوا خارج البلدة القديمة، فقط انا من بقي هنا".

الحاج سمير أبٌ لخمس اناث وأربع ذكور، وله من الأحفاد ما يزيد عن 40 حفيد، يصرُ على بقائه في الخليل العتيقة، حتى أن زبائنه من كلّ أنحاء الضفة الغربية والقدس يأتونه خصيصاً. أما عن خاتمة حديثه، فقال "أنا خلقت هنا، ولا أفرط بها، ورزقتي هنا، والحمد لله أنا بألف نعمة".

 

Loading...