الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

تقرير خاص

مؤثر- اسرائيل تغتال "الأجنة" في أرحام الأمهات

منزل عائلة ابو خماش الذي تعرض للقصف
منزل عائلة ابو خماش الذي تعرض للقصف

غزة – راية: سامح أبو دية

اختلطت رائحة البارود بالدم مجددا في منزل عائلة أبو خماش وسط قطاع غزة، في مشهد تكرر مرات عديدة خلال الحروب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، ليسجل جريمة جديدة ضد الإنسانية دون أدنى مسؤولية.

قذيفة صاروخية أطلقتها آلة الحرب الإسرائيلية على منزل أبو خماش، قتلت على الفور؛ الطفلة بيان أبو خماش (عام ونصف) ووالدتها ايناس (23 عاما) الحامل بجنينها "حياة" في شهرها التاسع، فتناثرت أشلاؤها مختلطة بألعابها، وتلاشت أحلامها وانتهت طفولتها البريئة في لحظة غادرة.

ليس جديدا أو غريبا على الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب الجرائم ضد المدنيين والأطفال، فقط ارتكب خلال عدوانه على غزة عام 2014 الذي استمر 51 يوما؛ 49 مجزرة بحق تسعين عائلة فلسطينية وصل عدد افرادها 530 شطبوا من السجل المدني بعد ان ارتقوا شهداء.

عائلة أبو خماش، تسكن بالإيجار في منزل بسيط بمنطقة الجعفراوي شرق دير البلح وسط القطاع منذ 4 أشهر تقريبا، يقول "محمد" الناجي الوحيد وهو رب الأسرة: "نعيش حياة بسيطة أنا وزوجتي إيناس (23 عاماً)، وطفلته بيان (عام ونصف)، ويعتبر طفلته هي حياته، تبكي عليه حينما يخرج من البيت، وتنتظره أيضاً على الباب لحين عودته".

بيت ابو خماش وسط قطاع غزة

"محمد 29 عاما" الذي لم يصدق بعد أن عائلته قد رحلت، وقد جرى تشييع جثامينهم دون علمه، كان قد أمضى يوما عاديا هادئا، خرج من المنزل بأمان متجها لزيارة والده، ثم عاد لبيته خلال التصعيد الأخير في غزة فجر الخميس الماضي، واستمع الى الأخبار عبر الراديو.

تناول أبو خماش وجبة العشاء برفقة زوجته وطفلته بيان التي وصفها بأنها "كل حياته وأغلى ما يملك"، ثم خلدوا الى النوم وسط المنزل، يقول: "هذا آخر شيء أتذكره، لم اسمع صوت القصف، استيقظت فوجدت نفسي داخل المستشفى وحيدا دون عائلتي، وآثار الجروح في انحاء جسدي، ولم أشعر بأي شيء مما حدث".

نصف ساعة مضت دون أن يعلم الجيران مكان القصف، كون المنطقة ريفية وغير مأهولة، وبعد أن تحرك الجيران ووصلوا إلى المنزل، وجدوا أشلاء الأم وطفلتها، فيما زوجها محمد فتعرض لإصابات بالغة الخطورة.

في اليوم الثاني للحدث، وفور أن استعاد المصاب أبو خماش وعيه؛ سأل من كان حوله من افراد عائلته وأصدقائه عن زوجته وابنته، فقيل له "أسرتك استشهدت"، يضيف: "في البداية لم أصدق بتاتا أن زوجتي وابنتي قد رحلتا".

والدة محمد وشقيقه، حضروا للمشفى وأبلغوه باستشهاد زوجته وابنته وجنينه الذي كان على بعد أيام من الولادة، فرد على شقيقه قائلا: "اخرج من المكان لأنك تكذب اسرتي لم تمت"، واستمر على هذه الحال الى أن جاء والد زوجته وأخبره بذلك مجددا، ثم انهمر بالبكاء.

ظل محمد على نفس الحال لمدة يومين، ولم يصدق ما يدور حوله، وأن عائلته قد تم تشييعها دون علمه، فتصفح الانترنت من هاتف صديقه، فشاهد منزله قد تم تدميره، فشعر انه في حلم حتى الآن؛ وليس حقيقة.

يضيف أبو خماش: "لم أكن اتخيل في أي وقت أن تصدر شهادة وفاة لابنته، كنت أنتظر شهادة ميلاد لابنتي الجديدة، وأن أحتضنها"، معتبرا أن ما حدث مع عائلته هي "جريمة ضد الإنسانية ارتكبها الاحتلال ولن أسامحه أبدا ونريد ان نحاسبه".

على سرير المستشفى؛ يحاول أبو خماش تجميع قواه، للتعقيب على الجريمة التي سرقت منه أسرته وهم نيام دون أي ذنب، يقول: "قصفنا الاحتلال ونحن نائمين في البيت، ثم يدعي أننا مخربين، كيف لأفراد أسرة نائمة أن يكونوا مخربين؟".

ويستذكر "محمد" شقيقه الأصغر مختار أبو خماش، الذي استشهد في الاحداث التي وقعت يوم نقل السفارة الأميركية الى القدس خلال مسيرات العودة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

عائلة أبو خماش كانت تستعد للمولودة الجديدة "حياة"، التي كانت سترى النور بعد أيام قليلة، فجهزت لها كل ما تحتاجه من ملابس وحاجيات، الا أنها توفيت في بطن أمها الشهيدة.

العاب الاطفال

واستخرجت وزارة الداخلية بغزة، شهادة وفاة للجنين "حياة محمد أبو خماش" التي استشهدت قبيل بولادتها، لتبقى شاهدا على جرائم الاحتلال.

الشهيدة إيناس والدة الطفلة الشهيدة بيان، كانت قد كتبت لطفلتها عبر صفحتها في موقع فيسبوك قبل استشهادهما: "كوني بقربي دائما خففي من ضجيج الحياة بصوتك أخبريني أنه لا شيء سيء وأنت بالقرب مني".

وفي تدوينة أخرى، كتبت الشهيدة ايناس "ابنتي ارمي حملك عل مادمتي ثقي بي فأنا لأجلك سأصنع أي شيء"، وأرفقت صورا لابنتها الشهيدة بيان في كل تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي.

الشهيدة الطفلة بيان ابو خماش

Loading...