فايز.. جوهرة الذهب!

الخليل- رايــة:
طه أبو حسين
بينما كان فايز القواسمي صغيرًا، كانت أنامله تحاكي الذهب مع كلّ إجازة صيفية من صفّه الدراسي، فمع كلّ عطلة يتعطّش أكثر لإنهاء مرحلة المدرسة حتى ينخرط بشكل كامل في مشغل الذهب، فكبر وحلمه معًا حتى بات اليوم مصمم كثير الأشكال من المجوهرات الموجودة بالسوق لا سيّما السوق الخليلية.
"كنا نأتي إلى المشغل ونعمل في أبسط الأشياء، وكل مرة نتعلم جديد، فبدأ  حب الذهب من أيام المدرسة، ولما أنهيت التوجيهي، بدأت مسيرتي المهنية بتوجيهات من والدي وأعمامي بدراسة التصميم في جامعة بوليتكنك فلسطين، ثم التصميم ثلاثي الأبعاد في ايطاليا" قال فايز. 

فايز، "22 عامًا"، من مدينة الخليل، يرى أن روحه تآلفت مع الذهب وباتت جزءً لا يتجزأ منه، خاصة التصميم الذي يعتبر نواة الإبداع"التصميم أن تحضر فكرة جديدة وتتخيلها أو أن تستنبطها من فكرة تم عملها بمشاغل خارجية، وتطورها وتنتجها بأفضل أداء وأن تراها بين يدي المستهلك بكميات كبيرة وهذا هو الفخر بحد ذاته".
لا ينفكُ فايز عن التفكير بالرقي بمستوى إنتاجه للذهب بأشكاله المختلفة "أنا معظم عملي يعتمد على الأفكار فمتى تأتي الفكرة يجب أن يكون دفتري وقلمي معي، مخيلتي دائما تعمل وربما وأنا أسير في السوق أستنبط فكرة معينة".
سوار  (ستف)، ذو الحبات المرصوفة فوق بعضها، التصميم الأكثر حظًا من تصاميم فايز التي لاقت رواجًا بالسوق الفلسطينية " كانت موجودة لدينا ورأيت أنها  رائجة فحاولت تطويرها وإضافة أفكار جديدة عليها والاستفادة من  تقنية (ثري دي)، فدمجت بين التصميم بالسكب الموجود قديماً مع التقنية الحديثة بالاضافة لقص الليزر ، بالتالي دمجت ثلاث مراحل مع بعضها لإنتاج منتج يلقى إعجاب الزبون وبأوزان خفيفة والمعروف اليوم بالستف".

السوق الخليلية تعتبر أضخم سوق فلسطينية منتجة للذهب في فلسطين، بنسبة تزيد عن 60% من الإنتاج الكلي، ومع ذلك يواجه قطاع الذهب معضلة كبيرة، لأن الذهب الخام يعامل في القانون الفلسطيني على أنه مادة ادخارية معفاة من الضرائب والجمارك، ولكن حسب القانون الإسرائيلي يعتبر سلعة يتوجب عليه دفع ضريبة القيمة المضافة، لكن النقطة الأهم دخوله لفلسطين عن طريق (التهريب) ما يعني صعوبة تصديره.
أما كيف يصنّع الذهب يقول فايز أنه يمر بعد مراحل، تبدأ بتصميم المجوهرات من قوالب الكاوشوك وحديثًا يستعان بتقنية ثلاثي الأبعاد، ثم ينفذ على آلات متطورة عالية الدقة، فيها أكثر من مجال من ناحية الطباعة وتنتج  الآلة نوعا معينا من الشمع يتكون على شكل شجرة من الشمع أيضا، بعدها يلبس بالجبصين، ثم يذهب لسكب وصهر الذهب لينتقل بعدها إلى الصاغة للمرور بخطوات (البرد، تركيب، تلميع، تنظيف) حتى تصل القطعة للمستهلك بأفضل صورة".