الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

معاناة يومية

الاستيطان والفئران يهددان صمود عائلة في الخليل

الاستيطان والفئران يهددان صمود عائلة في الخليل

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين

في عين الحمرا، التي لا تبعد إلا مسافة دقيقة واحدة عن الحرم الإبراهيمي لولا الحواجز الاسرائيلية، تعيش أسرة خليلية تحت استيطانين (الاحتلال والفئران). كلاهما أشدّ بشاعة من الآخر في اعتداءاتهم واقتحام أدق تفاصيل العائلة وتخريبها وإحداث الفوضى في عمق سكونهم.

العائلة الخليلية، مكونة من زوجين وأطفالهم الأربعة، جلّهم إن لم يكن كلّهم (تَنَقْرَشَتْ) الفئران على أجسادهم وهم نيام، قالت ربّة العائلة "قصتنا صعبة، نعيش في البلدة القديمة، الفئران أعدادهم كبيرة، أجدهم في الفراش وبين الحرامات، يستيقظ أطفالي من النوم والفئران تتنطنط على وجوههم، تأكل وتشرب معنا، و (تخرمشنا) ".

وتابعت:"لم يترك الفئران شيئا لنا، أكلوا الأحذية والسجاد والأغطية والملابس وكل شيء يصلونه، وبالليل لا نعرف النوم من صوتهم وهم يأكلوا أغراضنا... أراهم يمشون على المجلى، وينطّوا علينا، ويمشوا تحتنا، فصرت أخاف من كل شيء بسببهم، حتى أنهم يلعبون الزقطة في فناء المنزل".

الأطفال اعتادوا على الضيف المتطفل (الفئران)، يقول أكبرهم أنه قتل الكثير منهم بحذائه والحجارة، ثم يستذكر" كان بجانبي على الفراش 7 فئران، فجاء أبي لقتلهم، فدخل أحدهم تحت بنطالي".

الرعب يسيطر على شقيقته التي لا يتجاوز عمرها 7 سنوات، تقول " أنام وأنا مرعوبة وأستيقظ في الليل والفئران تتنطنط عليّ، فأهرب عند أمي وأنا أبكي، وقدمي ترتجفان خوفًا". وحول ذلك تعقّب أمها: "ابنتي خمسة أشهر وهي لا تستطيع الوقوف على قدميها ولا نعلم ما بها، كانت خائفة منذ أن استيقظت ووجدت الفئران تتنطنط على وجهها، والآن لا تنام إلا في منتصف الغرفة وتبتعد عن الجوانب خوفا من الفئران". 

تقول ربة العائلة "جميع أولادي أصيبوا بأمراض جلدية، وأحدهم لا ينام الليل، وكثير من الأحيان أجد عينه منفوخة أو يده أو أنفه، وينتشر على جسمه الحبوب، وأخذته أكثر من مرة للطبيب، وكان يحذرني من الفئران، لكن ماذا أفعل؟".

ربة العائلة تنظّف بيتها باستمرار، وبالأحرى تقوم بعملية (التعزيل) يومًا بعد يوم، أي أنها تضطر لقلب البيت رأسًا على عقب، وتستخرج ما بالخزائن وما تحتها وفوقها، حتى تتفقدها وتمنع وصول الفئران إليها واتلافها، ومع ذلك لا تنجح تمامًا، فغزو الفئران أعظم من قدرتها كما تقول.

"منذ أسبوع لا نستطيع دخول الحمام من روائح الفئران الميتة تحت البلاط". قالت ربة العائلة.

عند زيارتنا لمنزل العائلة الخليلية كانت ربّتها قد (عزّلت) البيت بشكل كامل قبلها بيوم، مع ذلك شاهدنا أوساخ الفئران على النوافذ والمجلي والغسالة وغيرها من مكونات المنزل، ناهيك عن أنواع السموم المتعددة المنتشرة في كل جوانب المنزل.

"نشتري بالعشرة وعشرين صحن اللاصق للفئران، ناهيك عن استخدامنا ثلاث أنواع من السموم، حتى أن صاحب المحل أصبح يبيعنا برأس المال أو أقل كوننا نستخدمها بكثرة، ويوميا نصطاد فئران". قالت ربة العائلة.

بينما كانت تضحك على مأساتها وتبكي في آن واحد، قالت ربة العائلة "أصبحت مجرمة فئران وسفاحة فئران،فعندما أنظف المنزل أقتل حوالي 20 فأرًا غير الذي يمسكونه أطفالي ومنهم ما يجدوه في الغسالة".

من المسؤول؟ تردّ ربة العائلة "البلدية لم توفر لنا حتى حاوية واحدة للنفايات، ولجنة إعمار الخليل زارتنا أكثر من مرة وفي كل مرة تقول (الله يعينكوا على هالعيشة)، ويشيروا بأن المنزل فعلًا يحتاج لاصلاح وترميم، وحصلنا على وعودات كثيرة، لكن هذا وجه الضيف الى الآن".

"حياتنا ليست حياة، فنحن لا نعيش ولم نعد نقوى على التحمل". قالت ربة العائلة.

تعقيبًا على القضية، قال عماد حمدان مدير لجنة إعمار الخليل الجهة المخوّلة بترميم البلدة القديمة بأن المنطقة كانت من أول المناطق التي حظيت باهتمام لجنة الإعمار منذ عام 1998، مشيرًا أنه "آن الأوان للعودة للمنطقة وعمل الصيانة، وهذا البيت هو ضمن أولوياتنا، وهو مدرج ضمن عطاءات ممولة من الأتراك، والعطاء تأخر لأن الأسعار جاءت مرتفعة من قبل المتعهدين فتأخر تنفيذه، ثم أعيد طرحه مرة جديدة، وفي غضون أيام سيتم اعتماد المتعهد، والمباشرة بالعمل".

وقال حمدان أن المشروع عبارة عن (7 شقق)، وسيستغرق تنفيذه ثلاثة أشهر تقريبا، موضحًا  بان البنية التحتية من طرقات وصرف صحي جيدة ولا تحتاج لإصلاح، فقط المنازل تحتاج لعملية ترميم.

منطقة الحمرا، الملاصقة للحرم الإبراهيمي في الخليل، خاضعة للسيطرة الاسرائيلية، وتتعرض باستمرار لاعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال، ويحاول الأخير بكلّ الوسائل ترحيل سكّانها عبر الاعتداء والتضييق، غير أن سكانها يتحملون كلّ ذلك في سبيل الحفاظ على هويتها الفلسطينية.

 

Loading...