تقرير: الأمن الفلسطيني يتلف وثائق سرية تخوفًا من سيناريو 2002

أفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن سيارات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجر اليوم، الثلاثاء، مدينة رام الله التي تخضع للسيطرة الامنية الفلسطينية، وهي المرة الاولى منذ إعلان الرئيس، محمود عباس، وقف العمل في التفاهمات والاتفاقيات مع الحكومتين الاسرائيلية والأميركية.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية، غسان نمر، لوكالة فرانس برس أن "جيش الاحتلال دخل المدينة لتنفيذ اعتقالات وتفتيشات"، وأوضح أنه "اقتحمت قوات الاحتلال مدينة رام الله ومخيم الأمعري المحاذي للمدينة بقوة كبيرة، الليلة الماضية. وهذه المرة الاولى التي تقتحم فيها قوات الاحتلال مدينة رام الله منذ انهاء الاتفاقيات بما فيها وقف العمل بالتنسيق الامني".
وأشارت مصادر أمنية إلى أن الاحتلال "اعتقل شخصين من شمال المدينة وشخصين من مخيم الأمعري وكذلك تم اقتحام منزلين وتفتيشهما."
وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن جيش الاحتلال اعتقل اربعة شبان من مخيم الامعري ومدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله ضمن حملة شملت اعتقال 13 فلسطينيا من مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وأقر جطش الاحتلال تنفيذ عملية اعتقال في مخيم الامعري، غير انه لم يعط أي تفاصيل.
ودارت خلال عملية الاقتحام مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال من دون الإبلاغ عن إصابات، حسب المصادر الفلسطينية.
وكان رئيس الوزراء، محمد اشتية، قد حذر من " صيف حار" اذا نفذت دولة الاحتلال خطة الضم التي أعلنتها.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر أمنية فلسطينية اليوم، الثلاثاء، أن أجهزة الأمن الفلسطينية أتلفت وثائق سرية تحسبا من اجتياحات إسرائيلية على غرار الاجتياحات التي نفذت في العام 2002 للضفة الغربية المحتلة.
وحسب هذه المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هوياتها، لوكالة فرانس برس إنه "تلقينا أوامر عُليا بإتلاف الوثائق السرية التي بحوزتنا ونفذنا هذه الأوامر بشكل سري". وشددت المصادر على أن عملية الإتلاف تمت خوفا من قيام جيش الاحتلال باقتحام الأراضي الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية والحصول على هذه الوثائق.
وقال أحد المصادر الأمنية إن المعلومات نُقلت إلى حافظات الكترونية قبيل إتلاف الوثائق الورقية الأصلية، ووضعت الحافظات في أماكن سرية.
وأعلن الرئيس، محمود عباس، في أيار/مايو الماضي، أن السلطة الفلسطينية في حل من كافة الاتفاقيات والتفاهمات مع الحكومتين الأميركية والإسرائيلية، بما في ذلك التنسيق الأمني، وذلك في أعقاب إعلان إسرائيل عن مخططها لضم اجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، لصحافيين أجانب وإسرائيليين، أول من أمس، إنه "إذا أقدم نتنياهو على ضم إنش واحد من الأرض الفلسطينية سيعني ذلك القضاء على اي احتمال للسلام".