اللجنة العليا للمشاريع والإرث تشارك في اجتماع شراكة الرياضة من أجل الصحة
شاركت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في الاجتماع الثاني للجنة التوجيهية لشراكة الرياضة من أجل التنمية، بمدينة جنيف السويسرية، الأسبوع الماضي، بحضور كبار المسؤولين في وزارة الصحة العامة، ومنظمة الصحة العالمية، والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
ويأتي الاجتماع في ضوء اتفاقية الشراكة الموقعة بين الأطراف الأربعة في أكتوبر الماضي، وتمتد على مدى ثلاث سنوات، وتهدف إلى أن تمثل بطولة العالم FIFA قطر 2022™ نموذجاً يحتذى به في جهود تعزيز الصحة البدنية والنفسية، وضمان استضافة الأحداث الرياضية الكبرى بالمستقبل في أجواء صحية وآمنة.
وقالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة: "فخورة بالإنجازات التي حققتها شراكة الرياضة من أجل الصحة وتأثيرها الإيجابي خلال المونديال. لقد لعبت هذه الشراكة الفريدة دوراً أساسياً في المساعدة على تنظيم النسخة الأوفر صحة وأماناً في تاريخ كأس العالم. وأود أن أتقدم بالشكر لقادة منظمة الصحة العالمية والفيفا واللجنة العليا لالتزامهم اليوم بالعمل معاً لضمان نقل الدروس المستفادة من هذه التجربة إلى منظمي الأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل."
من جانبه قال سعادة السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: "لطالما كانت رؤية قطر لاستضافة كأس العالم واضحة تماماً؛ حيث تمثلت في تنظيم أفضل نسخة منذ انطلاق البطولة في العام 1930، إضافة إلى جمع المشجعين من أنحاء العالم تحت مظلة شغف كرة القدم، لأول مرة بالعالم العربي والشرق الأوسط في احتفالية عالمية، فضلاً عن بناء إرث مستدام يعود بالفائدة على المجتمعات في قطر والمنطقة والعالم، ومواجهة التحديات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 والتغلب عليها، وقد نجحنا في تحقيق كل هذا وأكثر."
وأضاف: " لم يقتصر دور شراكة الرياضة من أجل الصحة على الإسهام بدور أساسي في تنظيم أفضل نسخة من كأس العالم؛ بل ضمنت الالتزام بأفضل الممارسات ومشاركتها للاستفادة منها في تنظيم الأحداث الكبرى في المستقبل. ونتطلع إلى مشاركة هذه المعرفة التي اكتسبناها خلال الإعداد للبطولة وتنظيمها، للمساهمة في إنجاح استضافة الأحداث المستقبلية في أنحاء العالم، وكذلك الاستفادة من الإرث الهائل الذي تركته هذه النسخة من المونديال."
وناقش قادة اللجنة التوجيهية مجموعة واسعة من الإنجازات التي حققها شركاء الرياضة من أجل الصحة، تندرج ضمن ثلاثة جوانب رئيسية، تشمل الترويج لأنماط الحياة الصحية، وحماية صحة المشاركين في الأحداث الرياضية، والتواصل مع الجمهور للتوعية بالممارسات الصحية.
وشهد مونديال قطر 2022 حملة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان "أرني مهارتك"، لتشجيع الأطفال على النشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية يومياً. وفيما يتعلق بالتغذية الصحية، فقد حرص القائمون على البطولة على توفير خيارات الطعام الصحي للجمهور، الأمر الذي انعكس في توافق قرابة ثلث الأطعمة المتاحة في استادات المونديال مع معايير منظمة الصحة العالمية للغذاء الصحي.
وفي سبيل إلقاء الضوء على أهمية الصحة النفسية؛ شهد كأس العالم إطلاق مبادرة لتخصيص 32 "مقعد صداقة"- مقعد واحد لكل دولة مشاركة في المونديال – في استادات البطولة، بهدف إبراز الدور الذي يمكن أن تلعبه كرة القدم والرياضة عموماً في تعزيز الصحة النفسية والنشاط البدني.
واستمتع جمهور البطولة بهواء نقي خالٍ من التدخين خلال حضور المباريات في استادات المونديال الثمانية، بفضل سياسة مكافحة التدخين وحظر السجائر العادية والإلكترونية في جميع البطولات التي يشرف عليها الفيفا.
وفيما يتعلق بضمان الأمن الصحي للجميع؛ حرصت فرق العمل في المونديال على تكثيف الجهود الرامية لخلق أجواء آمنة صحياً، وشمل ذلك التعامل مع الحوادث الخطرة، وسلامة الغذاء، والأمراض المعدية، ومكافحة المنشطات، والتوعية بالحرارة وأشعة الشمس، وجودة الهواء والماء، وتنظيم أنشطة التدريب وتمارين المحاكاة.
إلى جانب ذلك؛ جرى إعداد رسائل دورية لإلقاء الضوء على جوانب دعم الصحة والأمن الصحي، ومن بينها مقطع فيديو يتناول كل منها، لعرضه على متن رحلات الخطوط الجوية القطرية، ونشره عبر قنوات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إلقاء الضوء على كل من هذه الجوانب خلال ندوات أسبوعية مباشرة عبر الإنترنت، وإعداد نشرات صحفية، وتصاميم على وسائل التواصل الاجتماعي، ومقابلات إعلامية، وكذلك مبادرة الصحة قول وعمل، عبر فعاليات في الدوحة والقاهرة وجنيف.
واتفق المسؤولون في الاجتماع على عدد من الأولويات الأساسية للشراكة خلال عامي 2023 و2024، وتشمل الالتزام بأن يترك هذا التعاون إرثاً طويل المدى، وأن يصبح نموذجاً لاستضافة أحداث رياضية آمنة وصحية في المستقبل، وتنظيم فعالية حول الرياضة من أجل الصحة على هامش جمعية الصحة العالمية في مايو المقبل، لتبادل الدروس المستفادة، وإعداد تقرير مشترك حول الأثر الذي تركته الشراكة خلال المونديال، وبناء شبكة عمل تعنى بالرياضة من أجل الصحة، لتسهيل تبادل أفضل الممارسات والمعلومات.