الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:28 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:23 PM
العشاء 8:45 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

هل السفر عبر الزمن ممكن حقًّا؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يبدو أن فكرة كسر جبروت الوقت جذَّابة للغاية في مخيلة الناس، ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين الذي يشهد تقدمًا سريعًا... فهل نشهد أي اختراع علمي يجعل السفر عبر الزمن حقيقة؟

نعم ممكن، ولكن انسَ فكرة العودة إلى زمانك الأساسي.يعود مفهوم السفر عبر الزمن في الأدب والثقافة إلى زمن بعيد، ويمكن العثور على إشارات إلى السفر عبر الزمن في النصوص البوذية والهندوسية القديمة التي تعود إلى 300 عام قبل الميلاد، واستحضر كاتب الخيال العلمي الأول صموئيل مادن الفكرة في روايته عام 1733 «مذكرات القرن العشرين» التي تستعرض بالتفصيل سلسلة من الرسائل الدبلوماسية المكتوبة في عامي 1997 و1998. وبعد رواية «آلة الزمن (1895)» لهربرت جورج ويلز شاع المفهوم الحديث للسفر عبر الزمن وصار عنصرًا أساسيًا في الأفلام مثل The Terminator وHot Tub Time Machine.

يبدو أن فكرة كسر جبروت الوقت جذَّابة للغاية في مخيلة الناس، ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين الذي يشهد تقدمًا سريعًا... فهل نشهد أي اختراع علمي يجعل السفر عبر الزمن حقيقة؟

الحقيقة

يقول الفيزيائي والفيلسوف تيم مودلين، أحد خبراء العالم في مفهوم السفر عبر الزمن في الفيزياء والميتافيزيقا وأستاذ في جامعة نيويورك ومؤسس ومدير معهد جون بيل لأسس الفيزياء: «الإجابة المختصرة هي لا. ولا أعتقد بوجود الأساس العالمي له، وأغلب القصص في الأفلام والروايات غير متسقة». وأشار إلى أن مثل هذه القصص لا تتوافق ببساطة مع العلم الحقيقي، ولا بأس بذلك، فليس من المفترض حقًا أن تكون متوافقة؛ فالسفر عبر الزمن في عالم الخيال ليس إلا أداة سردية، وليس تصويرًا لتكنولوجيا ممكنة.

وللتفكير في السفر عبر الزمن من ناحية احتماليته، فعلينا تقسيمه إلى فئتين، الأولى في التحرك إلى المستقبل والأخرى إلى الماضي. والتحرك نحو المستقبل سهل للغاية، فنحن نقوم به يوميًا بمعدل 1:1 دقيقة، ومن الممكن تسريع هذه العملية من خلال ظاهرة تعرف باسم تمدد الوقت. وفقًا لنظرية أينشتاين للنسبية الخاصة، يمر الوقت بمعدلات مختلفة اعتمادًا على الحركة النسبية. إن أي مسافر في الفضاء يتحرك بسرعة تقترب من سرعة الضوء (90% من سرعة الضوء)، على سبيل المثال، فسيختبر مرور الوقت أبطأ بحوالي 2.5 مرة من الناس على كوكب الأرض. فإذا أخذ هذا المسافر رحلة ذهاب وإياب إلى كوكب الأرض لمدة 10 سنوات، فسيعود ليجد أنه قد انقضى 25 عامًا على الناس كوكب الأرض (تقريبًا).

وهذا ليس محض تخمين، فقد قِيسَ التمدد الزمني على المقياس الجزئي باستخدام الساعات الذرية على الطائرات النفاثة، على الرغم من أن السفر عبر الزمن متواضعاً للغاية: يقاس بالنانو ثانية، أو أجزاء من المليار من الثانية. يمكن تحويل الاختلافات في ديناميكية التمدد الزمني الأساسية هذه إلى المزيد من المجالات النظرية، بما في ذلك الثقوب السوداء والثقوب الدودية والفيزياء الكمومية. وعلى الرغم من أننا لا نمتلك حاليًا التكنولوجيا اللازمة للاستفادة العملية من هذه المبادئ، إلا أن السفر عبر الزمن المواجه للأمام يعد ممكنًا تقنيًا.

وأضاف مودلين أن فكر نقل الناس إلى الماضي ليس ممكنًا حسب طبيعة كوننا كما نعرفه، وقال: «الوقت ليس مثل المكان، حيث يوجد له اتجاه. الوقت يمر، ونحن دائمًا نتقدم في السن، ولا يمكننا التدخل في الأمر. فكرة الانتقال بطريقة ما من المستقبل إلى الماضي تتعارض مع طبيعة الوقت نفسه».

يقول إن مفتاح التفكير الواضح في السفر عبر الزمن كإمكانية في العالم الحقيقي هو الاعتراف بأن الأمر ليس مجرد مسألة تقنية. على عكس الأشعة الساحبة (Tractor Beams) أو الصور المجسمة (Hologram)، فإن السفر عبر الزمن إلى الوراء سيتطلب إعادة التفكير بشكل أساسي في الواقع كما نعرفه، وهذا هو السبب الذي يجعل للفلسفة مكاناً في قضية السفر عبر الزمن إلى جانب الفيزياء.

الحقيقة التي يجب أن نعرفها أنه لا يوجد أي أساس علمي في العالم الحقيقي للسفر عبر الزمن، سواء إلى المستقبل، أو إلى الماضي، باستثناء بعض الدراسات الهامشية، مثل عمل عالم كومبيوتر مع ذكاء الاصطناعي لدراسة معضلة السفر عبر الزم الأشهر، معضلة الجد: إذا عدت بالزمن إلى الوراء وقتلت جدك، فهل سيكون لك وجود عند عودتك إل زمنك الأساسي؟ تقدم الخوارزميات بعض الحلول المنطقية من الناحية الفنية للمفارقة السببية، لكنها تقدم حلولًا غريبة مثل أن تصبح أن جد نفسك، وأن تكون أنت السبب في ميلادِك.

المستقبل

هل يوجد أي أمل بوجود تكنولوجيا للتنقل بين العصور في المستقبل؟ يقر مودلين بوجود نماذج رياضية يمكن أن تكون فيها أنواع مختلفة من السفر عبر الزمن قابلة للتطبيق. كتب مودلين وزميل له المُدخل الأساسي حول هذا الموضوع في موسوعة ستانفورد للفلسفة (يمكن الوصول لها من هنا لو كنت تفهم الفيزياء). يذكر مودلين في الموسوعة أن المعادلات الرياضية حول السفر عبر الزمن موجودة، نظريًا، ولكنها لا تعكس الواقع.

وقد تكون لدينا خيارات أخرى إذا كنا على استعداد لتغيير تعريفاتنا قليلًا. على سبيل المثال، طالما استخدمت الأعمال الخيالية فكرة السفر عبر الزمن عن طريق «حفظ الخلايا الحية بالتبريد» أو «الحيوية المعلقة»: جمّد دماغك لمدة 100 عام، وستستيقظ في المستقبل. تقدم أدوات الواقع الافتراضي (VR) ومحاكاة الدماغ الرقمية مسارًا مشابهًا. ماذا لو متَّ وكنت قد رفعت وعيك الرقمي في نموذج محوسب يأخذك إلى اسكتلندا في القرن الثالث عشر؟

اقرأ/ي أيضًا | علماء يطورون وحدة "تفكك" الأفكار من خلال تصوير الدماغ والذكاء الاصطناعي

يؤكد مودلين بأن السفر عبر الزمن سيبقى دائمًا جزءًا من مستقبلنا بوصفهِ أداة سردية بديعة، ويقول: «يمكنك أن ترى سبب انجذاب الروائيين للسفر عبر الزمن، وخاصة السفر إلى الماضي، فهذا يعكس الندم، والمشاعر الإنسانية المرتبطة بها... تساهم أداة السفر عبر الزمن في إضفاء الحيوية على الفكرة لدينا جميعًا: لو تغير شيء واحد في ماضينا، لتغير كل شيء آخر. وهذا خيال علميٌ ساحر».

Loading...