الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:01 AM
الظهر 11:32 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:42 PM
العشاء 6:02 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

سياسة تجويع

خاص: الجوع يجبر أهالي شمال غزة على تناول "أعلاف الحيوانات"

خبز من أعلاف الحيوانات
خبز من أعلاف الحيوانات

تقرير راية - أماني شحادة

لم يتخيل أحد من أهالي قطاع غزة أن تمر عليهم حربًا طاحنة لهذا الحد، ضربت كل المعايير الدولية والإنسانية، وبدأت تتسلل لكل نقطة وجسد في هذا القطاع، حيث بات الرافضين الخروج من منازلهم شمال غزة المتمركز به جيش الاحتلال الإسرائيلي، يأكلون أعلاف الحيوانات حتى لا يموتوا بعد أن خيّم الجوع عليهم عقب خلو الأسواق من دقيق القمح والمواد الغذائية.

ومنذ بداية حرب الإبادة على غزة التي دخلت شهرها الخامس، قطعت إسرائيل إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء والوقود عن القطاع، خلّف ذلك كارثة إنسانية صعبة تواجه الغزيين.

طارق الدقس (27 عامًا)، يقطن في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لم يخرج منها منذ بداية الحرب على القطاع الذي يبلغ مساحته 356 ك.

قال طارق في حديثه لـ "رايـــة": "ما أجبرنا على استخدام الشعير والذرة أن دقيق القمح غير موجود، بالإضافة لسياسة إسرائيل بمنع دخول المواد الغذائية والإنسانية لشمال قطاع غزة من اليوم الأول للحرب"

وأوضح: "أنا واحد من الناس يلي بيعاني من جودة خليط الشعير والذرة ليتحول معنا مثل رغيف خبزٍ ويرتفع لمستوى إطعامنا بدلًا من الدقيق"

وحول طعمه، أشار إلى أنه "للأسف الشديد طعمه سيء جدًا ومضر ورديء للغاية، لا نستطيع غمسه بالطعام وأكله، طعمه يشبه إلى حدٍ ما البسكويت، لا يمكن خلطه مع الطعام في الأواني ولكن لا اعتراض على حكم الله".

وضرب طارق مثالًا على طريقتهم في أكل رغيف الشعير والذرة قائلًا أنه يتم إلحاقه في فمهم بعد تذوق معلقة من طبيخ الخبيزة أو البازيلاء التي يقومون بطبخها أغلب الأحيان بسبب عدم توفر المواد الغذائية.

واستدرك "الدقيق الموجود لا يتناسب مع عدد السكان المتبقى في منطقة شمال قطاع غزة، وإن توفر الآن فهو بأسعار جنونية لا يمكن لأحد شرائه، إذ أن سعره الحقيقي 70 شيقل، أما الآن فيبلغ، إن توفر، أكثر من 1000 شيقل".

جدير ذكره أن شمال القطاع لا يملك سيولة مالية منذ بداية الحرب؛ بسبب وقف كافة البنوك والصرافات الآلية هناك لعدم قدرة الموظفين الوصول إليها، ولا يستطيع المواطنين الوصول لمناطق جنوب غزة التي تعمل بها البنوك.

كيف يحصل سكان منطقة شمال غزة على المواد الغذائية في ظل المعاناة والحصار الذي يفرضه الاحتلال؟ سؤال تراود في أذهان الكثير.

أما طارق الدقس فأجاب عليه قائلًا: "المواد الغذائية التي تصل هي من مخلفات الجيش، حين يترك جيش الاحتلال أماكن تمركزه نذهب لنحصل على الأغذية التي تركها، ونحصل عليها أيضًا من بعض مخازن المونة التي يتركها الجيش بعد حصاره لها".

وأضاف الدقس في حديث لـ "رايـــة": "نأكل مما تنبته الأرض اليوم، مثل الخبيزة والأعشاب الخضراء التي تصلح أن يتم طهيها، تخرج من التربة بعد سقوط مياه الأمطار، نستخرجها ونقوم بأكلها أو البعض يقوم ببيعها لنا".

وتشارك في الإجابة الشابة ألاء حمادة، حيث قالت: "نبيع بعضًا من الأثاث حتى نحصل على بعض المال لشراء المواد الغذائية، نشعر بالجوع الدائم، وجبة واحدة لا تكفي وغير مشبعة".

وتابعت: "الوجبة الواحدة في اليوم غير المشبعة ترفع من شعورنا بالبرد في ظل البرد القارس الذي نعاني منه هذا الشتاء".

أما أمل حبيب، فتاة فلسطينية أبت الخروج من شمال القطاع، قدمت شكرها في رسالة كتبتها على الأنستغرام، للبهائم والدواب المدللة في غزة، قائلة: "شكرًا لكم، لقد حصلت على رغيف خبزٍ من وجبتكم "الشعير" وهذا حظ وافر لمن صمد في شمال القطاع حتى اللحظة!".

ويشكل حال أهالي شمال القطاع اليوم تعبًا وضعفًا من سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال عليهم، يسيرون في الأسواق باحثين عما يسد رمقهم، مرهقون يعودون أدراجهم خائبين بسبب فراغ أيديهم، باحثين في عقولهم عن إجابة لأطفالهم الذين ينتظرون طعامٍ يدخلونه لمعداتهم الفارغة منذ ساعاتٍ طويلة.

Loading...