نداء طارئ لوقف التطهير العرقي الذي يخطّط له العدو الإسرائيلي في رفح
أمر رئيس وزراء العدوّ الإسرائيلي نتنياهو قيادة جيشه، علناً، بإعداد خطة للتهجير القسري لأكثر من مليون فلسطيني من رفح، المتاخمة للحدود المصرية، مما يهدّد بتكريس النكبة الثانية لشعبنا الفلسطيني وبمفاقمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من أربعة شهور في غزة المحتلة والمحاصرة.
إن رفح المكتظة أصلاً ازدادت اكتظاظاً بشكل هائل نتيجة نزوح مئات الآلاف من شمال ووسط غزة إليها نتيجة الحرب الإبادية التي يشنها الاحتلال، والتي تجمع بين التدمير الممنهج لكل مظاهر الحياة والحصار الذي يهدّد كل شعبنا في غزة بالمجاعة والأمراض المعدية المستشرية.
جاء أمر نتنياهو مباشرة بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة ولقائه خلالها زعماء عرب وقيادة السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، مما يؤشر بقوة على ضوء أخضر أمريكي لخطة التطهير العرقي الأخيرة.
حتى اللحظة، لم تصدر أي مواقف رسمية من الحكومات التي التقاها بلينكن، بما فيها السلطة الفلسطينية، تتخذ وتدعو إلى إجراءات عقابية فعالة بحق نظام الاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي لإجباره على التراجع عن مخططه الإبادي.
فقد اكتفى البعض ببيانات باهتة خالية حتى من أي تشخيص للخطر الداهم كتكريس لنكبة جديدة وكتصعيد كارثي في الإبادة الجماعية المستمرة، ناهيك عن أي دعوة لفرض عقوبات على إسرائيل!
ورغم نفي الإدارة الأمريكية دعمها لمخطط نتنياهو للنكبة الثانية، إلا إنها تستمر في إمداد إسرائيل بالسلاح والعتاد والمال والدعم الدبلوماسي غير المحدود وبترهيب كل من يدعو لمحاسبة إسرائيل، مما يمكّن الأخيرة من الاستمرار في الإبادة والتطهير العرقي.
كما إن الولايات المتحدة، ومعها المعسكر الاستعماري الغربي، تشارك مباشرة في "حرب المجاعة" التي تشنها إسرائيل على شعبنا من خلال قطع الدعم عن الأونروا، الجهة الأممية الوحيدة حالياً التي يعتمد عليها شعبنا في غزة لتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة. وقد اتهم "معهد ليمكين لمنع الإبادة" هذه الدول الغربية بالانتقال إلى مرحلة الشراكة الكاملة في الإبادة الإسرائيلية.
وأمام هول الكارثة الآخذة في التبلور، يقف شعبنا مذهولاً أمام ما جاء في بيان الرئاسة الفلسطينية، والذي قال: "إن توجيهات نتنياهو لجيش الاحتلال بوضع خطة لهجوم شامل على مدينة رفح، هو تصعيد خطير"، دون ذكر للاحتلال ولا الإبادة ولا الأبارتهايد ودون دعوة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لتطبيق مواقفهما السابقة لمواجهة الإبادة من خلال فرض عقوبات على إسرائيل.
لوقف النكبة الثانية والحرب الإبادية برمّتها، ندعو لضغوط شعبية فورية على المستوى الرسمي الفلسطيني وعلى الحكومات العربية للدعوة لمؤتمر قمة طارئ يجمع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي فوراً، ولاتخاذ الإجراءات الفعالة التالية كحدّ أدنى، لا الاكتفاء بالبلاغة وحدها والتي تكرّس الفشل والتواطؤ:
1- فرض عقوبات فعالة على إسرائيل، بدءاً بحظر التجارة والعلاقات العسكرية-الأمنية معها، وصولا إلى قطع جميع العلاقات مع نظامها الاستعماري، ومروراً بطردها من الجمعية العامة للأمم المتحدة واللجنة الأولمبية الدولية والفيفا ومسابقة اليوروفيجن وغيرها.
2- وقف كل أشكال التطبيع الرسمي مع العدوّ الإسرائيلي وإلغاء اتفاقيات "السلام" معه، بما فيها اتفاقيات "أبراهام" الخيانية.
3- إلغاء الجسر البري القائم بين الإمارات والعدوّ الإسرائيلي مروراً بالسعودية والأردن.
4- الضغط على الاتحاد الأفريقي وحركة عدم الانحياز ومنظمة "بريكس" وكافة دول العالم الصديقة لاتخاذ الإجراءات العقابية أعلاه.
إن ما يحدث اليوم لشعبنا الفلسطيني يقتضي العمل بكل جهد لمنع النكبة التي باتت ملامحها واضحة في ظل الدعم غير المسبوق من الدول الاستعمارية الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، والتواطؤ الجليّ من أنظمة عربية استبدادية.
يبقى أملنا في مواقف شعوب المنطقة العربية والشعوب الصديقة حول العالم التي تؤازر شعبنا ونضالنا التحرري من أجل حقوقنا غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها العودة وتقرير المصير والتحرر الوطني غير المنقوص.