الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:12 AM
الظهر 11:51 AM
العصر 2:45 PM
المغرب 5:12 PM
العشاء 6:30 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الطحين مقابل السكر.. المقايضة تعود من جديد في غزة

صابرين الحرازين - راية

في مخيمات النزوح ووسط الخيام وفي الأسواق حتى عبر مواقع  التواصل الإجتماعي ، تعود غزة لشكل قديم من أشكال التبادل التجاري  ، فقط كل ما يحتاجه المواطن هي سلعة مقابل سلعة دون الحاجة إلى المال ، في ظل أزمات تعصف في كافة القطاعات وخاصة القطاع الاقتصادي من إغلاق للبنوك وتعطيل للصرافات ، وفقدان السيولة التي وصلت لأكثر من ثلاثين بالمئة ، بالإضافة لإرتفاع الأسعار بشكل كبير دون وجود رقابة أو رأفة بحال المواطنين من قبل التجار الكبار والصغار . 

حاجة ملحة للبقاء ، جعلت أهالي قطاع غزة يعودون للمقايضة ، لكن الأمر ليس سهلاً أن تجد شخصاً لديه المنتج الذي تحتاجه والعكس ، لكن العوز والحاجة للاستمرارية جعل الأمر دارج بين خيام النازحين ، تقول باسمة النازحة في مخيم التوبة في دير البلح " الوضع صعب ومأساوي،  فش فلوس فش مصاري نشتري فيهم من وين دخيلكم ، لذلك قمت باستبدال المساعدات التي استلمتها وفق الحاجة لتدبير أموري ، فاستبدلت السيرج بسكر من جارتي حسب القيمة وهكذا " .

 بينما تقول سها حامد النازحة في ذات المخيم : إن الأسعار مرتفعة كثيراً ، ما بقدر الواحد يشتري شو بده يشتري سكر سيرج ولا بامبرز ، هذا ما دفعني أبدل مع جاراتي بدلت عدس مع قطعة بامبرز واحدة للولد لأن أسعار البامبرز وصلت ما يقارب المئة دولار وليس باستطاعتي إحضارها لأن زوجي لا يعمل ".

المقايضة رسالة خالدة 

وهنا تظهر المقايضة كرمز للتكافل الاجتماعي ، وشهادة على أن الخير ما زال في أمة محمد ليوم القيامة،  يقول أبو صالح صاحب بسطة معلبات في شارع البيئة بدير البلح : إنه يمد يد العون للزبائن الذين يأتون لاستبدال المعلبات منه علبة فول بعلبة لحمة علبة حمص بعلبة فول بازيلاء بحمص وهذا من أجل تسهيل على المواطن لسد احتياجاتهم وسد رمق أطفالهم نتيجة الحرب المسعورة . 

جلست مع العم أبو محمد صاحب كشك للمشروبات وأخذ يحدثنا كيف استبدل الطحين المتوافر لديه بأخشاب ليصنع الكشك الذي يعد مصدراً أساسياً له ولعائلته لكي يلبي متطلباتهم الأساسية  دون أن يمد يده للناس حتى أنه استبدل القهوة والشاي والسكر مقابل الطحين .

لم يكن الغذاء الاحتياج الأساسي للمقايضة ، ففي ظل ارتفاع أسعار الملابس تقول مرام العشرينية العمر : استبدلت الملابس مع عائلتي وصديقاتي ماذا سنفعل ؟ فالأسعار مرتفعة كثيراً وهذا الخيار المتوافر ، وكأن  الزمن يعود للوراء كثيراً . 

المقايضة عبر التكنولوجيا 

تواكب  المقايضة التطور التكنولوجي ، حيث أنشأت عدة مجموعات ومبادرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعرض السلع المتاحة وطلب البدائل ، سواء كانت بكتابة منشور أو عرض السلعة مصورة ليتأكد المشتري من جودتها ليكتب العديد من المواطنين عبر صفحاتهم وعبر الجروبات الفاعلة  حيث كتبت  المواطنة ريما من المغازي "عندي كيلو طحين للبدل على كيلو سكر " حالها كحال الكثير . 

العودة أم التكيف 

تبقى  التساؤلات في ظل الأزمات والصعوبات هل سنعود للمقايضة بشكل موسع إن طالت الحرب وامتد الحال ؟ هل ستصبح المقايضة واقعاً أم حلاً مؤقتاً ؟ وإلى متى سنبقى نجبر على البحث عن حلول بديلة وبدائية للاستمرار بالحياة ؟. 
ليبقى الأمل في أن تنتهي الحرب قريباً وأن يجد الشعب الفلسطيني طرقاً أكثر استقراراً لإعادة بناء حياته واقتصاده .

Loading...