عدوان واسع على شمال الضفة.. اغتيالات واعتقالات وهدم منازل
أكد مراسل رايــة في نابلس حافظ أبو صبرة، اليوم الخميس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي صعّدت عدوانها في شمال الضفة الغربية، حيث استهدفت ست محافظات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، عبر عمليات اقتحام واعتقالات واغتيالات، إضافة إلى هدم عشرات المنازل.
وقال أبو صبرة إن الاحتلال نفّذ عملية اغتيال لثلاثة مقاومين فلسطينيين في طوباس، بعد أن اقتحمت وحدة إسرائيلية خاصة مخيم الفارعة، مدعومة بتعزيزات عسكرية ضخمة، مضيفا أن جنود الاحتلال استهدفوا منزلًا بقذائف محمولة على الكتف، قبل أن يقتحموه ويقتلوا من فيه، فيما جرى اختطاف جثامين الشهداء واعتقال شابين من الموقع ذاته.
وأوضح أن الاحتلال واصل عملياته في قلقيلية، حيث تسللت وحدة مستعربين إلى حي كفر سابا، متخفية بملابس مدنية ومركبات فلسطينية، وقامت باعتقال أحد المطاردين بعد محاصرة منزله لساعات، مضيفا أن العملية شهدت دفع تعزيزات عسكرية إلى المكان، وسط حالة من التوتر الشديد بين السكان.
وفي سلفيت، قال أبو صبرة إن قوات الاحتلال أقدمت على تفجير منزل الشهيد محمد عودة، منفذ عملية حلون، مشيرًا إلى أن العملية بدأت بإجبار العائلات المجاورة على إخلاء منازلها، قبل أن تقوم وحدات هندسية إسرائيلية بزرع المتفجرات داخل المنزل وتفجيره بالكامل.
وأكد أن هذه العمليات تأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد عائلات منفذي العمليات الفدائية.
وأشار إلى أن مدينة نابلس لم تكن بمنأى عن العدوان الإسرائيلي، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة، وقرى بيتا وبيت فوريك وتل وقُصر، ونفّذت عمليات إطلاق نار واعتداءات بالضرب على الفلسطينيين، إضافة إلى عمليات تجريف واسعة في قرية بيتا.
واعتبر أن هذه التحركات تندرج ضمن محاولات الاحتلال لفرض واقع جديد في المنطقة وإضعاف المقاومة الفلسطينية.
وفي طولكرم، أكد أبو صبرة أن الاحتلال ينفّذ مجزرة هدم واسعة في مخيم طولكرم، حيث دمّر 16 بناية سكنية على الأقل، وشق شارعًا يمتد على طول 127 دونمًا داخل المخيم بحارة الوكالة.
وأوضح أن الهدف من هذا المخطط هو تقسيم المخيم إلى نصفين، ضمن محاولات الاحتلال لتفريغ المخيمات الفلسطينية وتحويلها إلى أحياء تابعة للمدن المجاورة.
وأضاف أن عدد المنازل المهددة بالهدم يفوق بكثير ما تعلنه سلطات الاحتلال، ما يجعل الأمر كارثة إنسانية تهدد آلاف الفلسطينيين.
وحول الأوضاع في جنين، قال أبو صبرة إن الاحتلال نكث بوعده بالسماح لسكان المخيم بالعودة إلى منازلهم وأخذ احتياجاتهم بعد 30 يومًا من التهجير، مضيفا أن المئات من الفلسطينيين اجتمعوا عند مدخل المخيم على أمل العودة، لكنهم فوجئوا بإطلاق الرصاص الحي عليهم والاعتداء عليهم بالضرب والسحل. موضحا أن سيدة فلسطينية أصيبت برصاص الاحتلال، بينما كانت هناك محاولات لاعتقال عدد من الشبان في المكان.
وختم أبو صبرة حديثه بالتأكيد على أن الاحتلال يوسع عملياته في شمال الضفة الغربية بشكل غير مسبوق، حيث لم تعد الاعتداءات تقتصر على جنين وطولكرم، بل أصبحت تمتد لتشمل جميع المحافظات.