مواطن من جنين لراية: نعيش نكبة جديدة.. العودة إلى المخيم شبه مستحيلة
في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية، وخاصة في مخيم جنين، يعيش آلاف الفلسطينيين أوضاعًا إنسانية صعبة بعد أن اضطروا للنزوح عن منازلهم، تاركين خلفهم بيوتهم ومصادر رزقهم. وتتصاعد المخاوف من أن يكون ما يحدث هو تمهيد لمرحلة جديدة من التهجير والتقسيم الديموغرافي.
في حديث خاص لـ"رايــة"، تحدث المواطن أبو محمد، أحد سكان مخيم جنين النازحين، عن مأساته ومأساة آلاف العائلات التي شُردت قسرًا من بيوتها.
وقال أبو محمد، إنه وأسرته نزحوا من مخيم جنين إلى منطقة قريبة تُدعى "برقين"، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يُبقِ مجالًا حتى لأخذ الملابس أو الحاجيات الأساسية.
وأضاف: "إحنا تركنا المخيم بعد ما دخلوا الجيش، وما ظل في إمكانية الواحد ياخذ شي، لا غيار ولا إشي... الوضع مأساوي".
وأشار إلى أن ما يجري حاليًا في الضفة هو انعكاس لخسائر إسرائيل في غزة، معبرًا عن خشيته من أن تكون الضفة الغربية هي المرحلة التالية ضمن مخطط توسعي.
"الحرب الآن تحولت على الضفة... الناس صارت متشائمة، العودة للمخيم صارت صعبة جدًا".
وأكد أن عودة الحياة إلى المخيم ستكون طويلة ومؤلمة، وقال: "إذا قلت لك إننا راجعين قبل ما يتعمر المخيم، هاي شغلة طويلة... الاحتلال خسر في غزة، والآن خايف يخسر الضفة".
وتحدث أبو محمد عن مؤشرات خطيرة على الأرض، منها إقامة بوابات عند مداخل المخيم، قائلاً: "هاي مش بوابة ولا بوابتين، في بوابات بكل أطراف المخيم، أخشى يكون في سياج إلكتروني يلف المخيم بالكامل".
وعن وضعه الشخصي، أوضح أبو محمد أنه فقد مصدر رزقه كليًا بعد تدمير محلاته التجارية، مضيفًا: "كان عندي محلين وبعيش منهم، الآن ما عندي أي مصدر دخل... البيت واقف بس الدمار داخله شامل".
