باحث في الشأن الإسرائيلي يكشف لراية رسائل الترويج للعملية البرية على غزة
في ظل التطورات العسكرية المتسارعة في قطاع غزة، وتكثيف التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان البري، يواجه الاحتلال الإسرائيلي أزمة استراتيجية داخلية، وسط انقسامات واضحة بين المستوى السياسي والعسكري، وتخبط في الأهداف والرؤية المستقبلية للعملية.
في حديث خاص لـ"رايــة"، قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية محمد القيق، إن حكومة الاحتلال، وتحديدًا بقيادة نتنياهو، تستخدم الدعاية الإعلامية وسلاح الجو والذكاء الاصطناعي فقط، دون أي تقدم حقيقي على الأرض.
وأوضح أن ما يُسمى بالعملية البرية ما هي إلا دعاية متكررة هدفها بث رسائل داخلية وخارجية تخدم أهداف نتنياهو الشخصية والسياسية.
خلافات داخل الكابينت... ومناورات إعلامية
وكشف القيق أن هناك خلافات داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، بشأن توسيع العملية العسكرية، مشيرًا إلى أن الحديث عن عملية برية هو في حقيقته تضليل إعلامي لإخفاء حالة التردد والتخبط داخل منظومة الاحتلال.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم العملية كوسيلة لبث ثلاث رسائل أساسية:
أولًا: رسالة تخويف وترهيب لسكان غزة والمقاومة.
ثانيًا: رسالة للشارع الإسرائيلي في محاولة لحشد الجبهة الداخلية.
ثالثًا: رسالة مبطنة للإقليم بأن الاحتلال "جدي" في خططه رغم افتقارها للتنفيذ.
ازدواجية في القرار السياسي والعسكري
وحول تحذيرات رئيس أركان الاحتلال من تداعيات التوسع البري على حياة الأسرى، أشار القيق إلى أن هذه التصريحات تعكس التباين العميق في الرؤية بين القيادة السياسية والعسكرية.
وقال: "كاتس وزير الأمن الحالي يفتقر إلى الخبرة، وهو ليس بمستوى غالانت أو هليفي، ولذلك فإن تحميله مسؤولية النجاح العسكري أمر غير منطقي".
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي دائمًا اعتمد على نظريتين: الردع بالقوة المفرطة، وهيبة الجيش الذي لا يُقهر. واليوم، كلا النظريتين تعرضتا لانهيار كامل، خصوصًا مع الفشل المتكرر في غزة".
نتنياهو... مشروع زعيم أسطوري وهمي
يرى القيق أن نتنياهو يسعى لتسجيل اسمه كزعيم تاريخي لإسرائيل، يشبه بن غوريون، من خلال توسيع الحدود، كسر الفلسطينيين، وتعميق مشاريع الضم والتطبيع.
وقال: "نتنياهو لا يؤمن بالسلام مع الفلسطينيين، وكل ما قدمه سابقًا كان سلامًا اقتصاديًا... وهو الآن يتحدث عن الأقليات في لبنان والأردن، ولاحقًا سوريا ومصر، ضمن تصور توسعي إقليمي".
وأكد القيق أن نتنياهو سيُضحي بأي شخصية حكومية إذا شعر أنها عبء، كما فعل سابقًا مع غالانت، في محاولة لإعادة تشكيل حكومته وقاعدته الجماهيرية.
مايو... شهر الدبلوماسية الشكلية بانتظار ترامب
وفي سياق متصل، علّق القيق على تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية حول مساعٍ لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن التصعيد العسكري سيتواصل حتى موعد زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة.
وقال: "ما يجري هو منح نتنياهو مزيدًا من الوقت لمواصلة المجازر، حتى يأتي يوم 11 أو 12 مايو، ويتم الحديث عن هدنة شكلية... كل ذلك فقط ليظهر ترامب بمظهر بطل السلام".