خاص| نتنياهو يسعى لتوسيع الحرب الإقليمية واستغلال التهديدات لطلب دعم أمريكي متزايد
قال مدير معهد فلسطين للأمن القومي، اللواء حابس الشروف، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول استغلال الهجمات الأخيرة، وتحديدًا الهجوم الصاروخي من إيران، من أجل الدفع نحو توسيع الحرب الإقليمية، وطلب مزيد من الدعم العسكري والسياسي من الولايات المتحدة.
وأوضح الشروف في حديث خاص لـ"رايــة" أن "ضربة الأمس بالصاروخ الإيراني أظهرت فشل منظومة الردع والدفاع الإسرائيلية، وطرحت تساؤلات جدية حول ما إذا كان السماح للصاروخ بالمرور تم عمدًا، أم أن هناك تطورًا فعليًا في قدرات الحوثيين الصاروخية".
وأضاف: "منذ بداية الحرب، يسعى نتنياهو إلى توسيعها إقليميًا، ولكن الولايات المتحدة تعيق ذلك خشية المساس بالعلاقات الإقليمية، وتهديد الأمن البحري والتجاري في البحر الأحمر".
وأشار اللواء الشروف إلى أن نتنياهو يحاول الاستفادة من الوضع الحالي للتأثير على المفاوضات الأمريكية الإيرانية المتعلقة بالملف النووي، قائلاً: "نتنياهو سيطالب واشنطن بتوسيع نطاق المفاوضات لتشمل الصواريخ الباليستية وأسلحة الدمار الشامل".
وحول إمكانية قيام إسرائيل بضربات مباشرة ضد إيران أو الحوثيين، قال: "نتنياهو لا يستطيع تنفيذ أي ضربة دون موافقة ودعم أمريكي. الولايات المتحدة لا تريد أي تصعيد قبل زيارة الرئيس ترامب المرتقبة للسعودية في 15 من الشهر الحالي، والتي لها أهداف اقتصادية وسياسية، أبرزها دمج إسرائيل في المنطقة وتوسيع اتفاقيات التطبيع".
وبيّن اللواء الشروف أن إيران، بطبيعتها البراغماتية، تدرك أن الدخول في حرب إقليمية مفتوحة قد يؤدي إلى تدمير النظام، ولذلك تميل لتقديم تنازلات محدودة للحفاظ على بقائها.
أما بشأن تهديد الحوثيين بفرض حصار جوي على إسرائيل، فقد علّق: "المسافات الجوية بين اليمن وإسرائيل، التي تفوق 2000 كيلومتر، تجعل من الصعب تنفيذ تهديد الحصار الجوي بشكل فعلي. هناك قوات دولية في البحر المتوسط ستمنع ذلك التصعيد، لكن قد تستمر بعض الضربات المحدودة".
وأكد أن الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، ستواصل اتخاذ إجراءات وقائية لمنع توسع الحرب، مضيفًا: "تعطيل الحياة المدنية داخل إسرائيل هو خط أحمر بالنسبة لهم، ولن يُسمح للحوثيين بتحقيق هذا الهدف".
وختم الشروف حديثه بالقول إن نتنياهو سيستغل هذه المرحلة للمطالبة بمزيد من الصواريخ والطائرات والمضادات المتطورة من واشنطن، تحت عنوان "الحرب الوجودية"، بعد فشله في زياراته الأخيرة.