قصف وجوع وتلوث.. مراسلة راية ترصد حجم الكارثة في غزة
في مشهد كارثي يندر أن يشهده العالم، تتفاقم الأزمات الإنسانية في قطاع غزة وسط حصار خانق وهجمات متواصلة، خلّفت واقعًا صعبًا تجاوز كل الخطوط الحمراء. المياه ملوثة، المستشفيات عاجزة، والمساعدات متوقفة، فيما يتواصل القصف دون توقف على السكان المدنيين.
في حديث خاص لـ"رايـــة"، قالت مراسلتنا رُبا خالد: "هي سياسات عقاب جماعي تتعمق وتزداد، وتأتي تحت السياسة الإسرائيلية الكبرى التي يقوم بها نتنياهو بشمعة ضد القطاع. إنه إن لم يأتِ شيء بالضغط، فهناك شيء يأتي بمزيد من الضغط. وهذا ما يُمارس فعلياً تجاه سكان القطاع، المزيد والمزيد من الضغوط، وتحديداً على الواقع الإنساني، بما يتجاوز كل الخطوط الحمراء بما يتعلق بالقوانين الإنسانية: إدخال المساعدات، حماية المدنيين، وغيرها الكثير."
تضيف: "صفات العقاب الجماعي تتجلى في التعطيش، التجويع، ضرب المنظومة الصحية، ضرب المنظومة الخدمية داخل القطاع، وكلها تؤدي إلى تردي الأوضاع بشكل كارثي غير مسبوق في أي منطقة من مناطق العالم. مضيفة إن أزمة المياه المتفاقمة في القطاع، سبقتها – وما زلنا نعانيها – أزمة الجوع، بفعل منع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية منذ ما يزيد عن 65 يوماً."
وتشير إلى "الاستهداف المتعمد والمباشر، والذي وصل إلى حد القصف داخل المنظومة الصحية والمستشفيات في عموم قطاع غزة، منها مجمع ناصر الطبي، مستشفى الشفاء، مستشفى الدرة الذي خرج مؤخراً عن الخدمة، والمستشفى المعمداني الذي استُهدف أكثر من مرة، وتحديداً قبل أسابيع قليلة."
وتابعت: "الواقع الصحي يُرثى له. حالات صعبة للغاية ومستعصية للغاية نشاهدها بأم أعيننا. تصل إلى المستشفيات بحاجة إلى إدخال فوري لغرف الإنعاش والعمليات، لكن الأطباء يفاضلون بين الحالات: من سيدخل الغرفة؟ من سيُحكم عليه بالموت؟ ومن سيُحكم عليه بالحياة؟"
وأضافت: "هكذا هو الواقع الحقيقي والمأساوي. المريض ينتظر ساعات طويلة دون سرير لينام عليه، بغض النظر عن المرافق. المريض ذاته ينام ليلة كاملة، أو يوم أو يومين، على كرسي داخل أحد الأقسام أو الممرات، لكي يحصل على أدنى خدمة رعاية طبية."
تواصل المراسلة رُبا خالد توضيح الكارثة بقولها: "هذا هو الواقع، مع ازدياد أعداد الجرحى والمرضى، وأبرزهم من يعانون سوء التغذية الحاد بفعل المجاعة وآثارها، بالإضافة إلى الأمراض الناتجة عن التلوث الحاد."