صحافية لراية: أطفال غزة يطلبون رغيفًا قبل الموت.. ولا غذاء سوى الوهم

في مشهد يومي من الحصار والجوع والموت، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، غير آبهة بأرواح المدنيين، فيما تتزايد معاناة الأهالي في ظل الانقطاع الكامل للمواد الغذائية والطبية والمياه.

وفي حديث خاص لراية، قالت الزميلة الصحفية يافا أبو عكر من شمال غزة: "القصص ما بتوقف والغارات مستمرة.. فجر اليوم تم مسح عائلتي الأغا والعالِمي بالكامل، الأب والزوجة والأبناء والأحفاد. هذه إبادة عرقية يومية، نحن لا نحيا.. نحن نُقتل كل يوم".

وأضافت أبو عكر: "الوضع الإنساني لا يوصف، كيلو الطحين وصل إلى 100 شيكل إن وجد، السكر غير موجود، واللحوم والخضار والبيض والأجبان اختفت. لا نملك إلا الكذب على أطفالنا لنقنعهم أن البطاطا لحمة، أو أن طبق رز هو مقلوبة كذابة".

ووصفت كيف يتحايل الأهالي على أطفالهم عند السؤال عن الطعام، قائلة: "بنتي تطلب لحمة أو تفاحة، من وين أجيب؟ بقنعها إنو اليهود مسكرين السوق، وبوعدها إن شاء الله نشتري بس يروحوا. الأطفال كبروا بدون ما يعرفوا شكل التفاح أو طعم البيض".

كما تطرقت لمأساة الجوع داخل المستشفيات: "زرت مستشفى النصر.. الأطفال مرضى السرطان هناك مجرد عظام. سوء تغذية رهيب، لدرجة أن الأطباء يخشون حمل الأطفال كي لا تنكسر عظامهم. لا دواء، لا غذاء، لا ماء، والطحين المتوفر فاسد له رائحة نتنة".

وختمت حديثها برسالة مؤلمة: "ما عاد في حياة. نحن لا نفكر بالحرب ولا نهايتها، فقط نريد خبزًا وماءً للصغار. نحن الكبار نتحمل، لكن الأطفال لا. صرنا نقول يا رب، خلي الحرب تكمل بس ما يموتوش وهم جعانين".