مأساة صامتة داخل الحرب: مرضى الثلاسيميا في غزة بلا علاج أو غذاء
في اليوم العالمي لمرض الثلاسيميا، تحتفي دول العالم بالتقدّم في علاج المرضى وتوفير حياة كريمة لهم، لكن في غزة، المشهد مغاير تماماً. هناك حيث تتقاطع الحرب مع الجوع، يعيش المصابون بمرض الثلاسيميا مأساة مركبة بفعل الحصار، النزوح، وغياب العلاج.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال إبراهيم عبد الله، منسق جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا في غزة وأحد المصابين بالمرض، إن عدد مرضى الثلاسيميا في القطاع يبلغ حاليًا 244 مريضًا، بعد أن فقدت غزة 40 مريضًا منذ بدء الحرب، بينهم 12 قضوا نتيجة القصف، و28 نتيجة غياب العلاج وانهيار المنظومة الصحية.
وأكد عبد الله أن الظروف الصحية للمصابين في تدهور متسارع، إذ يعاني الكثير منهم من مضاعفات خطيرة مثل ضعف عضلة القلب، تلف الكبد، وفشل كلوي لدى بعض الحالات، فضلًا عن انخفاض حاد في نسبة الهيموغلوبين تصل أحيانًا إلى 4، ما يجعل المريض عاجزًا عن الحركة أو التنفس.
وأضاف: "مرضى الثلاسيميا يحتاجون لنقل الدم كل ثلاثة أسابيع، لكن بسبب تردي الوضع الصحي وقلة التغذية، أصبحت الحاجة كل أسبوعين، ومع ذلك، وحدات الدم شحيحة، والمتبرعون أنفسهم يعانون سوء تغذية يمنعهم من التبرع".
وأشار إلى أن الكثير من المرضى لا يحصلون على العلاج اللازم مثل الديفروكس والديسفرال، إلى جانب فلاتر الدم التي لم تعد متوفرة، مؤكدًا أن "الوضع الصحي مأساوي لدرجة أننا نتلقى العلاج في غرفة واحدة صغيرة تضم أكثر من 20 مريضًا، ننتظر دورنا بالتتابع لنقل الدم، وكثيرًا ما نقلناه ونحن على الأرض".
كما كشف أن مرضى القطاع باتوا يعيشون في الخيام أو مراكز الإيواء غير المجهزة، دون غذاء صحي أو حتى دواء، ما يزيد من تدهور حالتهم. وقال: "كنا قبل الحرب نفقد من 6 إلى 7 مرضى سنويًا، اليوم فقدنا 40 خلال عام ونصف فقط".
وأوضح عبد الله أن الجمعية حاولت إدخال مساعدات وأدوية عبر المعابر، لكن الإغلاق المطبق حال دون ذلك. كما تم التواصل مع منظمات دولية متخصصة مثل الجمعية العالمية للثلاسيميا (TIF)، لكن دون أي استجابة فعلية.