نكبة مستمرة وكارثة إنسانية
طولكرم تحت النار: دمار وتهجير متواصل منذ أكثر من 105 أيام
طولكرم – راية
أكد رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، فيصل سلامة، أن العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيميها، خاصة مخيم نور شمس، يدخل يومه الخامس بعد المئة على التوالي، وسط تصعيد عسكري متواصل يتمثل في المداهمات المتكررة وعمليات الهدم والتجريف والاعتقال، في مشهد وصفه بأنه استمرار لنكبة الفلسطينيين منذ عام 1948.
وقال سلامة في حديث لإذاعة "راية" إن "القوات الإسرائيلية كثّفت من تعزيزاتها وانتشارها في شوارع المدينة، وتقوم بتسيير آلياتها العسكرية بشكل استفزازي، مع استخدام الأبواق المزعجة وإغلاق الطرق، ما يعيق حياة المواطنين اليومية ويصعّد من حالة التوتر والخوف داخل المخيمات".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال شنت أكثر من 62 اجتياحًا لمخيمي طولكرم ونور شمس، منذ تاريخ 25 يوليو 2023، ما أدى إلى تدمير أكثر من 500 منزل تدميرًا كليًا، إضافة إلى أضرار جزئية طالت أكثر من 2600 بيت. كما تم حرق 500 محل تجاري وتدمير 460 مركبة، ناهيك عن استهداف البنى التحتية وتعطيل الحياة الاقتصادية والتعليمية بالكامل.
وأضاف سلامة أن مخيمي طولكرم ونور شمس "تحوّلا إلى شاهد حي على النكبة المستمرة، إذ يتعرض سكانهما لحالة نزوح واسعة نتيجة العدوان، حيث نزح أكثر من 25 ألف مواطن، معظمهم يقيمون حاليًا في مراكز إيواء مؤقتة، أو لدى أقاربهم في القرى المحيطة، في ظل نقص حاد في الشقق السكنية والإمكانات المتوفرة".
وتابع: "نحن نواجه كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، العدوان دمّر كل شيء، وترك آلاف العائلات في العراء، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية غاية في الصعوبة، وخدماتنا لا تستطيع تلبية هذا الحجم من الاحتياجات، في ظل تجفيف المساعدات لوكالة الغوث والحصار المالي الذي تعانيه السلطة الوطنية".
وبشأن العملية التعليمية، أوضح سلامة أن العديد من المدارس التابعة للوكالة تم إغلاقها، فيما تم تحويل بعض المدارس الحكومية في ضواحي طولكرم إلى فترات مسائية لاستيعاب الطلاب، خاصة طلاب الثانوية العامة، بالتنسيق بين وكالة الأونروا ووزارة التربية والتعليم.
وأكد سلامة أن الاحتلال يمارس "سياسة ممنهجة لتفريغ المخيمات، عبر التهجير القسري والتدمير الممنهج، ويواصل سياسة العقاب الجماعي بهدف كسر إرادة اللاجئين"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن أبناء المخيمات "ما زالوا صامدين ويتمسكون بحقهم في العودة ورفض كل أشكال التهجير".
وختم بالقول: "المخيمات ليست مجرد أماكن للسكن، بل هي رمز لحق العودة وذاكرة النكبة الفلسطينية المتجددة، وسنواصل الدفاع عنها رغم كل محاولات الاحتلال لإلغاء وجودنا".