خاص| مستوطن يدخل "قربانًا" للأقصى.. والاحتلال يستغل عدوان غزة لتكثيف اقتحاماته
في تطور خطير وغير مسبوق، شهد المسجد الأقصى المبارك محاولة مستوطن إدخال "قربان حيواني" وذبحه داخل باحاته، في إشارة رمزية صادمة ضمن محاولات تهويد المسجد، بالتزامن مع تصاعد الاقتحامات من قبل المستوطنين خلال موسم الأعياد اليهودية.
تأتي هذه الممارسات تحت حماية شرطة الاحتلال، وسط تغييب متعمد للمصلين والمرابطين، وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما يكشف عن استغلال الاحتلال للوضع السياسي والأمني لفرض واقع جديد داخل المسجد الأقصى.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال الصحفي المقدسي منير الغول إن ما جرى مؤخرًا من إدخال أحد المستوطنين لماعز إلى المسجد الأقصى بهدف تقديم "قربان" يشكّل تجاوزًا صارخًا للخطوط الحمراء، ومحاولة خطيرة لفرض بعد ديني متطرف على المسجد، مشيرًا إلى أن هذا الفعل يفتح الباب على مصراعيه لمزيد من الاقتحامات تحت ذرائع "دينية".
وأضاف الغول أن ما فعله المستوطن داخل المسجد الأقصى يُعد انتهاكًا مباشرًا لحرمة المكان، وأن هذا التصرف يعطي دفعة قوية لجماعات "أمناء جبل الهيكل" للمضي قدمًا في مشروعهم التهويدي، مستغلين فترة الأعياد اليهودية مثل "الفصح" و"عيد الشعلة" و"الأسابيع".
وأكد أن رجال الأوقاف تعاملوا بحكمة عندما تصدوا للمستوطن ومنعوه من تنفيذ فعل الذبح داخل المسجد، مشيرًا إلى أن الأردن، بوصفه الجهة المشرفة على إدارة الأوقاف، يُتوقع أن يتحرك للضغط على الاحتلال للجم هذه التصرفات.
وقال الغول: "الاحتلال يستخدم الحرب على غزة كغطاء لتكثيف اقتحاماته للأقصى، حيث يتم إبعاد المرابطين والمصلين بشكل يومي، ما يوفر بيئة مريحة للمستوطنين، وبدعم مباشر من شرطة الاحتلال والحكومة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن جماعات "أمناء جبل الهيكل" لم تعد مجرد جماعات متطرفة عشوائية، بل تحوّلت إلى منظّمات ممنهجة مدعومة رسميًا، ويشارك بعض قادتها في حكومة الاحتلال، مثل وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
وختم الغول حديثه بالتأكيد على أن ما يجري اليوم داخل المسجد الأقصى يُمثّل تغييرًا فعليًا في "الوضع القائم"، رغم تصريحات نتنياهو المتكررة بالحفاظ عليه، وقال: "ما نشهده من اقتحامات وصلوات تلمودية يؤكد أن الوضع القائم تغيّر فعليًا، وبات المسجد في دائرة الخطر الحقيقي".