الاحتلال يستهدف كل المشافي
الدقران لراية: المنظومة الصحية في قطاع غزة على وشك الانهيار الكامل
غزة - خاص راية
أكد الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة يستهدف بشكل مباشر وممنهج القطاع الصحي والمنشآت الطبية، مما ينذر بـ كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وفي حديث لإذاعة "راية"، قال الدقران إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بمحاصرة مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة منذ يومين عبر الطائرات المسيّرة، وشنّ هجومًا واسعًا على أقسامه المختلفة، بما في ذلك قسم العناية المكثفة، مما أدى إلى خروج المستشفى بالكامل عن الخدمة.
وأضاف أن المرضى تم إجلاؤهم بصعوبة بالغة من قبل الأهالي وتحت ظروف خطيرة، مشيرًا إلى أن الوصول إلى المستشفى بات مستحيلاً بسبب الحصار، وأن الاتصال مع الطواقم الطبية في داخله مقطوع تمامًا.
وأوضح أن شمال قطاع غزة بات بلا أي مستشفى فعّال، باستثناء مستشفى كمال عدوان الذي تحول إلى مستشفى ميداني بسيط، لا يستطيع التعامل مع الإصابات الحرجة، مما يزيد من عدد الضحايا الذين لا يتلقون الرعاية المناسبة.
أما في محافظة غزة، فلم يتبقَ سوى مستشفى الشفاء الذي يعمل بشكل جزئي بعد أن استُهدفت العديد من أقسامه، وحُوّلت ساحاته إلى مقابر جماعية، حسب قوله.
وأشار إلى أن مستشفى غزة الأوروبي، الذي كان يُعدّ المركز الوحيد لعلاج أمراض السرطان وجراحة القلب والمخ والأعصاب، خرج عن الخدمة بالكامل، ما أدى إلى وفاة عدد كبير من المرضى الذين كانوا يعتمدون عليه.
كما أشار إلى أن مستشفى ناصر في خانيونس تعرّض أيضًا لاستهداف متكرر، وكان آخره تدمير مستودع المحاليل الخاصة بمرضى الكلى، إضافة إلى أقسام الجراحة.
وفي المنطقة الوسطى، قال الدقران إن مستشفى شهداء الأقصى هو الوحيد الذي لا يزال يعمل، رغم استهدافه 13 مرة من قبل قوات الاحتلال، وتدمير خيام النازحين في ساحاته، مؤكداً أن الطواقم تعمل بإمكانات محدودة للغاية.
وشدّد على أن استمرار استهداف المستشفيات ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، إضافة إلى سياسة التجويع والحصار، يُنذر بـ انهيار المنظومة الصحية بالكامل.
"نعيش مجزرة مستمرة"
وقال الدكتور الدقران: "ما يحدث في غزة هو مجزرة صحية يومية وجريمة حرب موثقة ومستمرة، تتعارض بشكل صريح مع القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت الطبية. استهداف المستشفيات والطواقم الصحية هو محاولة لفرض مزيد من الألم والمعاناة على المرضى والجرحى".
وأشار إلى أن أكثر من 550 شهيداً و3000 إصابة، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وصلوا إلى مستشفيات غزة خلال أيام قليلة، مما يعكس الوحشية الممنهجة التي تُمارَس بحق المدنيين.
وأوضح أن أكثر من 70,000 طفل في غزة مهددون بالموت بسبب سوء التغذية وانتشار الأمراض، وأن 650,000 طفل معرضون لخطر الإصابة بأمراض مثل شلل الأطفال، نتيجة منع إدخال اللقاحات.
وختم الدقران حديثه برسالة عاجلة قال فيها: "هذا نداء استغاثة إلى كل المؤسسات الإنسانية والصحية حول العالم، لنصرة أطفال غزة الذين يُقتلون يومياً، أو يُتركون لمواجهة الموت بسبب الجوع والمرض. الصمت عن هذه الجرائم هو مشاركة فيها، وعلينا أن نتحرك فوراً لوقف هذه المذبحة وإدخال ما يلزم من مساعدات وفرق طبية".
وأضاف: "بلغ عدد الشهداء في غزة أكثر من 53,000 شهيد، والإصابات تجاوزت 120,000 إصابة. إلى متى سيصمت العالم؟ هل نحتاج إلى مضاعفة هذا العدد ليبدأ التحرك؟"