خاص| أوروبا تلوّح بالعقوبات لأول مرة.. هل بدأت الضغوط الدولية تُربك إسرائيل؟
مع تزايد الحراك الشعبي في عواصم أوروبية وضغوط داخلية على الحكومات الغربية، بدأت مواقف دولية تتبدل تجاه العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وفي حديث خاص لــ"رايــة"، اعتبر مدير الأبحاث في مركز مسارات، خليل شاهين، أن مواقف بعض الدول الحليفة لإسرائيل تشهد تحولًا من التواطؤ إلى الضغط، ما قد يُمهّد لمرحلة جديدة في التعامل الدولي مع ما وصفه بـ"حرب الإبادة" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.
وقال شاهين إن "التلويح الأوروبي بفرض عقوبات على إسرائيل لأول مرة يشير إلى تحوّل واضح في مواقف بعض الدول الكبرى، بعد أن كانت تتبنى تواطؤًا مفضوحًا في دعم العدوان".
وأوضح أن هذا التحول سببه الرئيسي هو الضغط الشعبي المتزايد، مشيرًا إلى مظاهرة ضخمة نُظمت مؤخرًا في هولندا واعتُبرت الأولى من نوعها، مضيفا: "الدول التي كانت تصمت سابقًا باتت اليوم ترى أنها متهمة بالصمت أو التواطؤ، وقد بدأ بعض المسؤولين الأوروبيين بالفعل بطرح اتفاقية الشراكة مع إسرائيل للنقاش، وهو أمر يمكن أن يُؤلم إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا."
وتابع شاهين: "إسرائيل ذهبت بعيدًا جدًا في عدوانها، باستخدام أدوات مثل التجويع، القتل، والتهجير كوسائل للإبادة، بشكل لم يعد العالم قادرًا على التغاضي عنه."
وأشار إلى أن المشهد اليوم يُعيد إلى الأذهان مقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، قائلًا: "إسرائيل بدأت تقترب من موقع الدولة المنبوذة دوليًا، كما حدث مع نظام الفصل العنصري سابقًا، لكنها الآن تتلقى إشارات من 21 مسؤولًا أوروبيًا والاتحاد الأوروبي ذاته أن الاستمرار في هذه السياسات قد يُقابل بعقوبات."
وتابع شاهين: "الولايات المتحدة أيضًا بدأت تشهد حالة تململ، خاصة بعد افتراق واضح بين المصالح الأميركية والإسرائيلية في ملفات إقليمية مثل سوريا ولبنان، وهذا الضغط قد يُجبر إسرائيل على التفكير بجدية في وقف العدوان."
وفيما يخص تأجيل زيارة نائب الرئيس الأميركي، أوضح شاهين أن التأجيل وحده لا يكفي، مشددًا: "بدلاً من أن يكون موقفًا حاسمًا ضد استمرار الحرب، استغلته إسرائيل لمواصلة القصف والتصعيد بشكل جنوني. المطلوب موقف واضح من واشنطن: وقف الحرب فورًا، لا مجرد امتعاض إعلامي."
