غزة تحترق بين الجوع والدم.. صحافية ترصد لراية شهادات مؤلمة

بين ركام البيوت وصرخات الأطفال وأصوات القصف المستمر، تتكشف فصول الكارثة الإنسانية في غزة يوماً بعد يوم. مجاعة تضرب شمال القطاع، وأطفال يموتون بسبب سوء التغذية، فيما تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في القتل والتدمير والتجويع.

في حديث خاص لراية، تنقل الزميلة الصحفية أمل الحبيب من غزة مشاهد حية ومؤلمة ترسم صورة الواقع اليومي للناس هناك، بين رغيف خبز مفقود ودماء تُراق على الطرقات، وبين أم فقدت أبناءها وطبيب يرثي مرضاه.

تصف الصحفية أمل الحبيب في حديثها لـ"رايـــة" المشهد في غزة بعبارة: "الصورة قاتمة اللون"، مشيرة إلى أن المجاعة التي تم التحذير منها مراراً بدأت تحصد أرواح الأطفال بالفعل.

وقالت الحبيب: "نتحدث عن أطفال يُقتلون بالجملة، قتلاً وحرقاً. ومن بينهم الطبيبة آلاء النجار، التي فجعت بوفاة أبنائها الثمانية دفعة واحدة، بعدما وصلوا إليها جثامين محروقة إثر غارة على منزلها في خانيونس".

وتابعت: "ماذا عن الطفلة يقين، تلك الناشطة التي أحبها الجميع، والتي ظهرت بفيديوهاتها تدبك وتغني وتدعو الناس لدعم غزة؟ اليوم هي بين الشهداء".

وأكدت أن أكثر من 18 ألف طفل فلسطيني استشهدوا خلال حرب الإبادة، ولكل منهم قصة، وحلم، وضحكة، ومستقبل قُتل عمدًا.

حول المجاعة، أضافت: "الموت في غزة لم يعد فقط بالقصف، بل بالجوع أيضاً. صور المجاعة تُتداول، والناس تبحث عن كيس طحين، فيما المساعدات لا تكفي عائلة واحدة، والمشهد أكثر من مأساوي".

وسردت الحبيب قصة الطفل يوسف السمري، الذي حمل كيس طحين بعد نزوحه، وظنّ أنه نجا، لكن طائرة إسرائيلية مسيرة استهدفته.

"استيقظ يوسف ليكتشف أنه فقد ساقيه. قال لي: ندمان.. ما بدي آكل، بدي أموت من الجوع بس ترجع رجليّ".

ولم تتوقف المأساة عند المجاعة، بل تحدثت الحبيب عن مخطط تهجير ممنهج يضغط على السكان شرق القطاع.
وقالت: "كل المناطق الشرقية من غزة تُدفع قسراً للرحيل. التجويع أداة للتهجير، والناس تدرك ذلك وتخشى القادم".