الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:01 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:16 PM
المغرب 7:42 PM
العشاء 9:11 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

جمعية "علالي الخير" تطلق مشروع الأضاحي الخامس لعام 2025

في زمنٍ تتكالب فيه الأزمات على فلسطين، بين الحرب والحصار وغلاء المعيشة واتساع رقعة الفقر، تطل جمعية "علالي الخير" من مدينة البيرة، وللعام الخامس على التوالي، بإطلاق مشروع الأضاحي الخيري لعام 2025 / 1446 هـ، كمبادرة إنسانية تنبض بالأمل، وسعي صادق لإحياء روح التكافل في أحد أعظم مواسم الرحمة والعطاء.

هذا المشروع، الذي بات تقليدًا سنويًا يحمل بعدًا روحيًا وإنسانيًا، يهدف إلى توفير الأضاحي وذبحها وتوزيع لحومها على الأسر الفلسطينية المتعففة والأشد فقرًا في مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، في محاولة جادة لسد فجوة غذائية تفاقمت نتيجة الأزمة الاقتصادية المستمرة، والحرب المدمّرة الأخيرة على غزة، وتراجع القوة الشرائية لدى شريحة واسعة من الفلسطينيين.

المهندس لؤي سمرين: "الأضحية اليوم باتت مقاومة من نوع آخر"

رئيس مجلس إدارة الجمعية، المهندس لؤي سمرين، أكد أن مشروع هذا العام يواجه تحديات كبيرة، لكنه يمضي بإرادة لا تلين. وقال:

"رغم غلاء أسعار الأضاحي بشكل غير مسبوق، والتضييقات المستمرة التي يفرضها الاحتلال، ليس فقط على العمل الخيري، بل على جميع مناحي الحياة في فلسطين، نُصر على تنفيذ هذا المشروع الإنساني. لأنه أكثر من مجرد شعيرة دينية، بل هو تعبير عن تمسكنا بقيم الرحمة والكرامة في زمن القسوة والجفاف العام."

وأشار سمرين إلى أن الواقع الاقتصادي المنهك، الناتج عن اقتطاعات أموال المقاصة، وتجميد الدعم الخارجي، وارتفاع نسب البطالة والفقر، أثّر بشكل مباشر على قدرة آلاف الأسر الفلسطينية على تأمين غذائها اليومي. وأضاف:

"في كثير من الحالات، باتت الأضحية حلمًا بعيد المنال. ومع غياب الدعم الرسمي، نوجّه نداءنا إلى أصحاب القلوب الرحيمة، خصوصًا من أبناء فلسطين في الشتات، وفلسطينيي الداخل، والجاليات الإسلامية حول العالم، ليجعلوا من عيد الأضحى فرصة لإدخال السرور على من لا يملكون شيئًا."

أهداف المشروع ومناطقه المستهدفة

تسعى جمعية "علالي الخير" هذا العام إلى تغطية مئات الأسر المتعففة، بعد دراسة ميدانية أجراها طاقم الجمعية بالشراكة مع متطوعين وناشطين اجتماعيين، تم من خلالها تحديد الأولويات بناءً على معايير اقتصادية واجتماعية واضحة.

ويركز المشروع على الأسر المتضررة والمناطق التي تتعرض لاعتداءات مستمرة من قبل المستوطنين، مثل مناطق بروقين، وجنين، وطولكرم، إلى جانب عدد من القرى والبلدات المهمشة التي تعاني من عزلة جغرافية واجتماعية.

شمولية المشروع ومبادراته الموازية

لا يقتصر مشروع الأضاحي على ذبح وتوزيع اللحوم، بل يشمل أيضًا عددًا من المبادرات المرافقة، أبرزها:

· توزيع طرود غذائية أساسية للأسر التي لا تمتلك أدنى مقومات الحياة.

· مشروع "كسوة العيد" للأطفال، في محاولة لإدخال البهجة على وجوه الصغار.

في هذا السياق، قالت عضوة الجمعية نسرين خيري:

"نحن لا ننتظر المناسبات للقيام بواجبنا، لكننا نستثمر المواسم الدينية الكبرى – مثل عيد الأضحى – لإعادة بث الأمل في نفوس الفلسطينيين الذين يعيشون أقسى

الظروف. سنبذل كل ما في وسعنا لضمان وصول الأضاحي والطرود الغذائية إلى أكبر عدد ممكن من الأسر، خاصة في المناطق التي نكبت بالحرب أو تلاحقها يد الاستيطان."

وأشارت خيري إلى أن الجمعية تعمل بتنسيق دائم مع هيئات محلية ولجان شعبية في القرى والمخيمات، لضمان العدالة في التوزيع والشفافية في التنفيذ.

لينا العلمي: "الأضحية ليست شعيرة فقط... بل جسر إنساني لا يسقط" من جهتها، أوضحت عضوة الجمعية لينا العلمي أن عيد الأضحى المبارك يمثل أكثر من مجرد طقس تعبّدي، بل هو محطة روحية وإنسانية عظيمة في الوجدان الإسلامي. وقالت: "حين تُذبح الأضاحي وتُوزَّع اللحوم على من حُرم منها لأشهر، يتحول الفعل الديني إلى رسالة حياة. نحن في جمعية علالي لا نؤدي الشعيرة فحسب، بل نراها فرصة لإحياء الضمير الإنساني وتجديد الإيمان بعدالة قضية الفقير والمحتاج." وأضافت أن المشروع يسعى إلى ترميم الكرامة الاجتماعية للفئات المنسية، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، من خلال تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم في مناسبة العيد، وإشعارهم بأنهم ما زالوا في قلب الاهتمام والرعاية.

رسالة إلى المتبرعين: اجعلوا من عطائكم طوق نجاة

تطلق الجمعية من خلال هذا المشروع نداءً مفتوحًا إلى أصحاب القلوب الرحيمة حول العالم، لمساندة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة. وتؤكد أن المساهمة في المشروع لا تقتصر على الجانب المادي، بل هي وقفة تضامن مع مجتمع أنهكته الحروب والسياسات الظالمة.

وبحسب المهندس سمرين:

"ربما لا يعرف المتبرع من سيصل إليه عطاؤه، لكنه يجب أن يعلم أن هناك طفلًا سيبتسم، وأمًا ستدعو له في جوف الليل، وأسرة ستشعر أنها ما زالت جزءًا من هذا العالم، وأن أحدًا لم ينسها."

جمعية "علالي الخير": خمس سنوات من العطاء رغم التحديات

تجدر الإشارة إلى أن جمعية "علالي الخير" تأسست عام 2020 خلال جائحة كورونا، وسرعان ما أثبتت حضورها كمبادرة خيرية شبابية ناشطة في فلسطين. وقد نفذت عشرات المشاريع الإغاثية والتنموية، منها:

· توزيع سلال غذائية بشكل دوري.

· كفالة أيتام في عدة مناطق.

· برامج توعية مجتمعية.

· مبادرات تطوعية للشباب والفتيات.

· تأسيس فريق "علالي البيرة" الرياضي، لتعزيز روح الجماعة والعمل التطوعي.

وتؤكد الجمعية أن مشروع الأضاحي يمثل تتويجًا سنويًا لجهودها الممتدة، وجزءًا أصيلًا من رسالتها الإنسانية والاجتماعية.

خاتمة: لأن العيد لا يُختصر بالطقوس

في كل عيد، تثبت جمعية "علالي الخير" أن الأضحية ليست مجرد ذبح وتوزيع، بل هي رسالة محبة وكرامة وإنسانية، تصل إلى أعماق البيوت الفقيرة، وتعيد لأصحابها الشعور بالانتماء والاحتواء.

وكما قال المهندس سمرين في ختام حديثه:

"إن وصلت الأضحية إلى أسرة واحدة لم تعرف طعم اللحم منذ شهور، فإننا نكون قد انتصرنا، لا كجمعية فقط، بل كقيمة إنسانية تعاند الاندثار

Loading...