خاص| المفاوضات أو التهجير.. إسرائيل تفاوض وتلوّح بعملية عسكرية شاملة
في ظل استمرار المفاوضات التي توصف بأنها "تحت النار"، يتجدد الحديث عن مدى جدية الاحتلال في وقف عدوانه على قطاع غزة، ومدى إمكانية تحرك المجتمع الدولي بشكل فعلي لردع إسرائيل.
يرى الباحث السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي الأستاذ اليف صباغ، في حديث خاص لـ"رايــة"، أن الحديث المتكرر عن "التفاؤل" الأمريكي تجاه المفاوضات مع حركة حماس لا يعكس رغبة حقيقية بوقف الحرب، بل هو تكتيك تفاوضي يهدف إلى ممارسة المزيد من الضغط على الحركة.
وقال صباغ: "الولايات المتحدة وإسرائيل تروّجان لفكرة إعطاء فرصة أخيرة لحماس تحت تهديد عملية عسكرية شاملة، فيما تُستخدم سياسة العصا والجزرة كأداة تفاوضية معتادة في كل جولة".
وأضاف أن هذه السياسة تعني أن حماس مطالبة بالاستجابة لما تريده إسرائيل، وإلا "ستُحمّل مسؤولية ما سيحدث لاحقًا".
فيما يتعلق بما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية حول انتهاء "الشرعية الدولية" لعدوان الاحتلال على غزة، أكد صباغ أن إسرائيل "لم تكن تملك شرعية دولية منذ البداية"، مشيرًا إلى أن ما تسميه تل أبيب "شرعية دولية" لا يعني سوى "الدعم الأمريكي".
وأوضح: "الشرعية في مفهوم إسرائيل هي الموقف الأمريكي فقط. لا الأمم المتحدة، ولا مجلس الأمن، ولا الرأي العام العالمي يعني لهم شيئًا إذا لم يكن متوافقًا مع دعم واشنطن".
وأكد الباحث أن التحركات الأوروبية الأخيرة تمثل صحوة من "القوى الحرة الحية" في أوروبا، خصوصًا في ظل الخذلان العربي والإسلامي، محذرًا من أن استمرار هذه التحركات قد يفتح الباب لعقوبات اقتصادية على إسرائيل، ويدفع المجتمعات الليبرالية في أمريكا وأمريكا اللاتينية إلى التحرك، وربما يُجبر بعض الأنظمة العربية على مواقف أقوى.
وحول الواقع داخل إسرائيل، قال إن الحكومة الحالية بقيادة نتنياهو تسعى لإنهاء الملف العسكري بأسرع وقت، لكن هناك تخوفًا من الدخول البري إلى عمق قطاع غزة بسبب قدرة المقاومة على اصطياد الجنود، رغم أن الحكومة مستعدة لدفع هذا الثمن.
وأضاف: "نتنياهو ينظر إلى الحرب كحرب توراتية دينية. و82% من المجتمع الإسرائيلي، بمن فيهم 69% من العلمانيين، يدعمون تهجير سكان غزة".
