"نغرسها خضراء اليوم، لنصنع بها صمود الغد": مبادرة جديدة لتمكين النساء والشباب الفلسطينيين في الزراعة المستدامة

في ظل تفاقم الضغوط الاقتصادية على المجتمع الفلسطيني نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها على الضفة الغربية، إضافةً إلى تأثيرات التغير المناخي وتناقص فرص استغلال الموارد المحلية، أطلقت منظمة أوكسفام، بدعم من الحكومة البلجيكية عبر Enabel الوكالة البلجيكية للتعاون الدولي ، مبادرة تنموية جديدة تستهدف تمكين النساء والشباب العاملين في قطاع الزراعة والأغذية في الضفة الغربية حيث تهدف المبادرة إلى دعم المشاريع الصغيرة، والشركات الناشئة، والتعاونيات المجتمعية من أجل تعزيز الاقتصاد المحلي ودعم صمود الفلسطينيين في أرضهم.

واجه المزارعون الفلسطينيون، ولا سيما النساء والشباب، خلال السنوات الماضية، تحديات متراكمة تمثلت في صعوبة استغلال الموارد المتاحة، والوصول الى الأسواق، والحصول على التمويل الذي سيمكنهم من تطوير أعمالهم. تأتي هذه المبادرة استجابة لهذه الاحتياجات، بهدف تعزيز نمو المشاريع الزراعية الصغيرة، وخلق فرص عمل جديدة، وتحسين دخل الأسر الفلسطينية، بما ينعكس إيجابًا على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لا سيما في ظل التراجع المستمر للاقتصاد المحلي.

من جانبه أشار السيد إياد الأعرج، مدير البرامج ونائب المدير العام لمنظمة أوكسفام إلى إيمان المؤسسة في الاستشمار في قدرات النساء والشباب بغية مواجهة التحديات الجارية حيث قال: "في مواجهة الأزمات المتفاقمة، نؤمن أن الاستثمار في النساء والشباب هو استثمار في مستقبل فلسطين. من خلال هذه المبادرة، نهدف وشركاؤنا إلى تذليل التحديات وتحويلها إلى فرص حقيقية تُمكّن المجتمعات المحلية من الصمود، والنمو، وبناء اقتصاد أكثر عدالة واستدامة."

تنفذ هذه المبادرة بالشراكة مع كل من مؤسسة الرؤية الفلسطينية ، والمركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وغرفة شمال الخليل للتجارة والصناعة والزراعة. ومن المتوقع أن تدعم هذه المبادرة حوالي 120 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا، إلى جانب 17 جمعية تعاونية في مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس، حيث سيتم تعزيز قدراتها، وتطوير خطط الأعمال الخاصة بكل مشروع، وبناء المهارات في مجالات متعددة سيكون أبرزها: الممارسات البيئية المستدامة، ظروف العمل اللائقة، والمسؤولية المجتمعية.

في المحصلة، سيحصل 91 مشروعًا من بين جميع المشاركين على منح مالية تساعدها في التوسع والنمو، إلى جانب دعمها في تسويق منتجاتها، والتشبيك مع الأسواق ،وتعزيز حضورها الرقمي لفتح آفاق جديدة. . كما سيتلقى عدد من هذه المشاريع إرشادًا ماليًا ودعمًا فنيًا لضمان استدامتها على المدى الطويل.

من جهتها قالت المهندسة سيرين أبو جاموس، مديرة مشروع "فلسطين خضراء" في الوكالة البلجيكية للتعاون الدولي: "تهدف مساهمتنا في هذه المبادرة إلى تعزيز الصمود الاقتصادي للشباب والنساء من خلال دعم تطوير الأعمال وتشجيع التحول نحو الاقتصاد الأخضر. هذا الدعم يندرج ضمن مشروعين تنمويين تنفذهما Enabel في فلسطين: "مسارات التوظيف" الذي يركّز على خلق فرص عمل عبر ريادة الأعمال، و"فلسطين خضراء" الذي يهدف إلى تحويل سلسلة القيمة في القطاعات الإنتاجية إلى نماذج أكثر استدامة."وأضافت: اختيار قطاع الأغذية الزراعية جاء بناءً على تحليل أجرته Enabel لعدد من سلاسل القيمة في الضفة الغربية، استنادًا إلى معايير واضحة مثل الشمول (خاصة إشراك النساء والشباب)، وفرص النمو، والأثر البيئي، وإمكانية التحول نحو ممارسات خضراء. نحن ملتزمون بدعم الجهود الوطنية والشراكة مع المؤسسات المحلية والدولية لتعزيز فرص العمل المستدامة وبناء اقتصاد أكثر مرونة وعدالة."

تسعى هذه المبادرة إلى تعزيز تبني الممارسات البيئية الخضراء في قطاع الأغذية الزراعية، من خلال دعم أنظمة الزراعة المستدامة، وتشجيع استخدام الموارد الطبيعية بشكل مسؤول، والحد من استنزاف المياه والتربة. كما تهدف إلى نشر التقنيات الزراعية الصديقة للبيئة، مثل الري بالتنقيط وإعادة تدوير المخلفات العضوية، لرفع وعي النساء والشباب بأهمية حماية البيئة ضمن مشاريعهم الزراعية. ويأتي هذا التوجه كخطوة استراتيجية لضمان استدامة الإنتاج المحلي، والحفاظ على الأمن الغذائي، وتعزيز قدرة الاقتصاد الفلسطيني على التكيف مع أزمات التغير المناخي والضغوط الاقتصادية المتزايدة.