في وجه الإبادة والرقابة
منتدى فلسطين للنشاط الرقمي: كشف لانتهاكات التكنولوجيا وتعزيز للصمود الرقمي
قال جلال أبو خاطر، مدير المناصرة في المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي "حملة"، إن النسخة التاسعة من منتدى فلسطين للنشاط الرقمي شكلت محطة مهمة في مواجهة التحديات الرقمية التي يفرضها الاحتلال، خاصة في ظل الحرب الجارية على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن المنتدى انعقد هذا العام تحت عنوان: "الاتصال المقطوع: تأثير الحرب على الوصول إلى الإنترنت والحقوق الرقمية".
وفي مقابلة عبر إذاعة "راية"، أوضح أبو خاطر أن المنتدى شهد مشاركة أكثر من 900 شخص من أنحاء العالم، بمساهمة أكثر من 60 متحدثًا ومدربًا، وبشراكة مع أكثر من 50 مؤسسة محلية ودولية.
وأضاف أن المنتدى الذي نظمته "حملة" على مدار يومين، ناقش قضايا محورية مثل تأثير الحرب على قطاع الاتصالات، الحق في الاتصال، الأمن الرقمي، التعليم، الصحة النفسية، والاقتصاد الرقمي.
وأكد أبو خاطر أن المنتدى جاء في لحظة حرجة تشهد فيها غزة انقطاعًا شبه كامل للاتصالات والبنية التحتية الرقمية، الأمر الذي حوّل الإنترنت إلى أداة قمع إضافية في سياق حرب الإبادة المستمرة.
وأشار إلى أن جلسات المنتدى تناولت دور التكنولوجيا في ملاحقة النشطاء وسرقة البيانات وانتحال الشخصيات، إلى جانب استهداف الصحفيين وعرقلة التوثيق الميداني.
وشدد على أهمية الجلسات التي ناقشت مقاومة الرقابة الرقمية وفضح تواطؤ الشركات العالمية، مستشهدًا بمداخلة من المهندسة ابتهاال أبو السعد، الموظفة السابقة في مايكروسوفت، التي كشفت عن ضلوع الشركة في تزويد الاحتلال الإسرائيلي بأدوات تكنولوجية تُستخدم في جرائم الحرب.
كما أشار إلى تسريبات وتقارير غربية توثق هذا التواطؤ، مؤكدًا أن هذا لم يعد سراً أو محل إنكار.
وتناول أبو خاطر أهمية الورش العملية التي قدمها المنتدى، خاصة في مجالات توثيق جرائم الحرب، حماية البيانات، وإرسال المواد بشكل آمن.
وذكر مشروع "غزة أونلاين" الذي يسعى لتوفير شرائح إلكترونية بديلة لتخفيف آثار الحصار الرقمي، إضافة إلى شراكات مع منظمات مثل Eyewitness وTella، اللتين تطوران أدوات تكنولوجية تُمكّن النشطاء من توثيق الجرائم بطريقة قانونية ومعتمدة قضائيًا.
ولفت إلى أن المنتدى لم يقتصر على الجانب النظري، بل تضمن جلسات ميدانية حضرها طلاب وصحفيون، خاصة في جامعة بيرزيت، لمناقشة الجانب القانوني والتقني لحماية الصحفيين والنشطاء من الاعتقال نتيجة منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
واختتم أبو خاطر حديثه بالقول إن توصيات المنتدى ستصدر خلال الأسبوعين المقبلين، مؤكدًا أن الهدف الأساس هو تمكين المجتمع الفلسطيني من الصمود الرقمي وعدم الانسحاب من الفضاء الإلكتروني، بل استخدامه كسلاح لمواجهة القمع، ونشر الحقيقة، ومحاسبة الشركات المتورطة في انتهاكات جسيمة.
وأكد أن "حملة" ستواصل جهودها اليومية في الرصد، والدعم القانوني، والنقاش مع شركات التكنولوجيا، حتى يكون الفضاء الرقمي مفتوحًا وآمنًا أمام الفلسطينيين.