خاص| اتفاق غزة سيكون جزئياً والحكومة الإسرائيلية منقسمة داخلياً
وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتصاعد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، يطفو على السطح مجددًا الحديث عن تعقيدات الموقف الإسرائيلي من المقترحات الأمريكية الخاصة بصفقة التهدئة، وسط تضارب في التصريحات داخل حكومة الاحتلال.
وفي حديث خاص لـ"رايــــة"، قال مدير مركز "مسارات" لأبحاث السياسات، هاني المصري، إن الحكومة الإسرائيلية تعيش حالة من التخبط والانقسام الداخلي حول الموقف من المقترحات الأمريكية بشأن وقف إطلاق النار، مضيفًا أن "أي اتفاق سيتم التوصل إليه سيكون اتفاقًا جزئيًا مؤقتًا وليس شاملاً".
وأوضح المصري أن بعض الوزراء في حكومة الاحتلال، أمثال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، يرفضون أي نوع من التهدئة أو تخفيف الضغط العسكري، ويصرون على مواصلة العقوبات الجماعية ضد سكان قطاع غزة. بينما يرى آخرون أن "مجاراة الإرادة الدولية أمر لا مفر منه"، خصوصًا مع تصاعد الضغط الأمريكي.
وأكد المصري أن "الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل ليس على الأهداف، بل على الوسائل والتوقيت"، مضيفًا: "الولايات المتحدة ونتنياهو لا يريدان بقاء المقاومة في غزة، لكن كيفية تحقيق هذا الهدف هي محور الخلاف الأساسي."
وأشار إلى أن تصريحات وزير مالية الاحتلال سموتريتش، التي وصف فيها فكرة صفقة جزئية بـ"الجنون المطلق"، لا تعني بالضرورة أن بإمكانه تعطيل الاتفاق، موضحًا: "حتى لو انسحب هو وبن غفير من الحكومة، فإن المعارضة قد توفر شبكة أمان سياسية لتمرير الصفقة."
وفيما يتعلق بالضغوط الأمريكية، قال المصري: "حتى اللحظة، لا يمكن اعتبار هذه الضغوط جدية بالكامل. فربما ما زالت واشنطن تمنح نتنياهو فرصة لتحقيق أهدافه، أو تساومه في ملفات أخرى، مثل الملف الإيراني."
وشدد على أن التفاؤل الزائد بشأن قرب الاتفاق ليس دقيقًا، لافتًا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي نفسه اعترف بأنه بالغ في تقدير قرب التوصل لاتفاق خلال الأشهر الأخيرة.
