باحث بالشأن الإسرائيلي لراية: نتنياهو خدع الوسطاء 6 مرات ولا يمكن الوثوق به

في ظل استمرار الجهود الوساطة المصرية والقطرية لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وصدور البيان المشترك الذي يشير إلى استمرار الأمل في التوصل لتفاهمات، يبقى الموقف الإسرائيلي العقبة الأساسية أمام أي تقدم، خاصة مع رفض إسرائيل وأمريكا لرد حماس على المقترح الأمريكي.

في حديث خاص لـ"رايــة"، كشف الدكتور عمر جعارة، الباحث في الشأن الإسرائيلي، عن حقيقة المواقف الإسرائيلية والأمريكية من المفاوضات والأسباب الحقيقية وراء فشل الجهود الوساطة.

وحول الفجوات الواسعة بين الموقف الأمريكي وموقف المقاومة الفلسطينية، أجاب د. جعارة: "نعم، لأن الولايات المتحدة الأمريكية مساهمة في سفك دمائنا بشكل واضح، يقظ كثير من الأمريكيين بالشوارع الأمريكية سواء كانت الأحداث السابقة أو الأحداث الحالية في كولورادو التي تم إطلاق نار على كثير من الأمريكيين اليهود بسبب مساهمتهم بدعم دولة إسرائيل لسفك دماء المدنيين".

وأضاف: "ولذلك يُقال في الإعلام الإسرائيلي أن الشارع الأمريكي في الولايات الأمريكية ملتهب ضد دولة إسرائيل، ولذلك لا يأتي التفاوض مع نتنياهو".

وأوضح جعارة أن "التفاوض مع نتنياهو تم بخمس أو ست جولات من التفاوض لإطلاق سراح الأسرى وكان كل ذلك خديعة إسرائيلية، وانظر آخر ما تم: إطلاق سراح 42 من الأسرى مقابل توقيع المرحلة الأولى والمرحلة الثانية والمرحلة الثالثة، نتنياهو لم يفِ بالمرحلة الأولى".

وتابع: "هذا ما يقوله الإسرائيلي لنتنياهو: أنت الذي لم توفِ بما وقعت عليه وبخاصة فيما يتعلق بدخول الكرفانات والخيم والجرافات من أجل إخراج الشهداء من تحت الردم ومن أجل التأهيل للإعمار، ونتنياهو ضرب بعرض الحائط كل ذلك".

وانتقد جعارة فكرة وقف إطلاق النار المؤقت قائلاً: "حصل على 42 وقال نتنياهو مراراً وتكراراً: أنتم تتهمونني أنني لا أهتم بالأسرى، أنا أخرجت 120 من الأسرى، مقابل ماذا؟ مقابل بأنك قد أوفيت، ولذلك لماذا وقف إطلاق النار 60 يوماً أو 70 يوماً ثم الشروع بمفاوضات لوقف إطلاق النار؟ ما هذه الخديعة البسيطة التي لا تنطلي على الطفل؟"

وأضاف: "ولذلك من يثق في نتنياهو فهو مخطئ، وهذا الكلام موجه للوسيط المصري والوسيط القطري بالإضافة إلى الوسيط الأمريكي إذا كان وسيطاً ولم يكن مشاركاً في سفك هذه الدماء التي لا يوجد مثيل لها في الحروب".

وحول ادعاءات النصر الإسرائيلية، قال جعارة: "انظر الآن، ألا تملك إسرائيل إف-35 وإف-16 وإف-15؟ واشتغلت هذه الطائرات ليلاً نهاراً في تدمير هذا الدمار الذي وصل إلى 80% من معالم الحياة المدنية، الآن لم تنتصر كما تقول إسرائيل".

وتابع: "نتنياهو عندما يتكلم على الانتصار المبين على المقاومة، هذا كلام هراء وهذا كلام تافه، أنت لم تحصل على ذلك ولا يوجد شخصية عسكرية قالت ذلك، انظر عدد كبير من الجنرالات يقولون: لا يوجد لنا شيء نبحث عنه في قطاع غزة بعد هذا الدمار الذي شمل أكثر من 80% من معالم الحياة المدنية".

وأشار جعارة إلى أن "الإسرائيلي يعتبر قطر دولة حمساوية ودولة تدعم حماس بالأموال وغير الأموال، حتى يتهمون الجانب المصري، فعندما قال نتنياهو وهو في نفق سلوان ووقف وقال: أنتم تتهمونني بأنني ارتشيت بأموال قطرية كما ثبت ذلك عن عناصر في مكتبه الرئيسي، فقال لهم نتنياهو: أنا أخذت لكم 120 من الأسرى.