عيد بلا فرحة في جنين: إغلاق الحواجز يخنق الاقتصاد و20 ألف نازح يبحثون عن مأوى
تعيش محافظة جنين أوضاعاً اقتصادية بالغة الصعوبة مع اقتراب موسم الأعياد، حيث تسجل أعلى نسبة بطالة في الضفة الغربية بواقع 41%، فيما يعاني حوالي 20 ألف نازح من ظروف معيشية قاسية. وسط إغلاق شبه كامل للحواجز وتدهور البنية التحتية، يبحث التجار والمواطنون عن بصيص أمل لإنعاش الحركة التجارية المتوقفة.
قال عمار أبو بكر، رئيس الغرفة التجارية في محافظة جنين، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن "الوضع صعب بشكل عام في الحركة التجارية هذه الأيام، رغم وجود حركة تسوق نشطة نسبياً لكنها محدودة، حيث اضطر الناس لشراء بضائع محدودة الأسعار لأطفالهم".
وأضاف أبو بكر: "نسبة البطالة في جنين عالية جداً وتزداد كل يوم، وفتح يوم السبت أعطى تنفيسة للناس لكنه لا يكفي، فهو لا يغطي سوى 5% من الوضع التجاري المطلوب".
وأوضح أن "جنين تضم حوالي 4-5 آلاف محل تجاري، والمدينة تعتمد على المتسوقين من خارج المحافظة، لكن عمالنا اليوم جميعهم قاعدون، آلاف العمال الذين كانوا يشكلون جزءاً كبيراً من اقتصاد المحافظة بنسبة تقل عن 35%".
وحول فتح حاجز الجلمة يوم السبت، أشار أبو بكر إلى أن "حوالي 2500 سيارة دخلت المحافظة، وهو رقم لا بأس به، لكننا نطالب عبر وزارة الشؤون المدنية بفتح هذا الحاجز لأيام أطول، لأنه لا يوجد مبرر لإغلاقه سوى العقاب الجماعي لهذه المحافظة".
وتابع: "جنين كل حواجزها مغلقة، حاجز برطعة الذي كان يدخل منه أهلنا من الداخل مغلق، وحاجز سالم كذلك مغلق، واليوم نتحدث عن حاجز الجلمة الذي يفتح يوماً واحداً في الأسبوع".
كشف رئيس الغرفة التجارية أن "نسبة البطالة في جنين هي الأعلى في الضفة الغربية بنسبة 41% تقريباً، وهي في تزايد يوماً بعد يوم".
وأرجع ذلك إلى "الاجتياحات والدخول منذ عام 2022، حيث كان لدينا إضرابات وإغلاقات مستمرة في 2022 و2023، إضافة إلى إغلاق حاجز الجلمة وعدم دخول العمال في 2024".
وفيما يتعلق بالنازحين، أوضح أبو بكر أن "المحافظة تستضيف ما لا يقل عن 20 ألف مواطن خرجوا من بيوتهم في مخيم جنين والأحياء القريبة من المخيم، وهناك معاناة حقيقية في جنين لعدم توفر بيوت للإيجار، فالناس يلجؤون لبعضهم البعض للسكن بناءً على صلات القرابة".
وعن تأثر المنشآت التجارية، قال أبو بكر: "عدد المنشآت المغلقة ليس عالياً جداً، لكن حتى المنشآت العاملة تعاني من إشكاليات، فالشغل محدود، وإذا ربح التاجر اليوم فسيخسر غداً، بل أتوقع أنه يخسر دائماً".
وأضاف: "كثير من المطاعم أغلقت، وفنادق كثيرة لا تعمل، ومرافق سياحية أغلقت أيضاً، والوضع صعب بصراحة، لكن أملنا أن يتم فتح الحاجز في الفترة القريبة ليدخل العمال ويعملوا ويعود نوع من الاستقرار".