خبير في شؤون الاستيطان لراية: ما يجري في الضفة حرب تصفية وإبادة شاملة

في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، تتصاعد بالموازاة الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة في الضفة الغربية.

وفي حديث خاص لــ"رايــة"، وصف الخبير في شؤون الاستيطان جمال جمعة المشهد بأنه "حرب إبادة وتصفية"، مؤكدًا أن الاحتلال يسابق الزمن لفرض وقائع جغرافية على الأرض، بدعم حكومي كامل، وتحت غطاء عالمي صامت.

وقال جمعة إن ما يجري في الضفة الغربية هو حرب شاملة لا يمكن تسميتها بـ"اعتداءات"، بل هي "حرب تصفية" يقودها الاحتلال الإسرائيلي بالتوازي مع عدوانه على قطاع غزة، وتهدف لتقويض الوجود الفلسطيني وفرض واقع جغرافي جديد على الأرض.

 وأكد جمعة أن الاحتلال يسعى لإخضاع الفلسطينيين في الضفة عبر الاستيطان والتجريف والاعتداءات اليومية، مشيرًا إلى أن 16% من أراضي الضفة تمت السيطرة عليها مؤخرًا، مع تهجير أكثر من 10 آلاف فلسطيني من 62 تجمعًا بدويًا.

وأضاف أن الحديث عن 22 مستوطنة جديدة جرى التصديق عليها مؤخرًا ليس بالأمر العابر، إذ تشمل مناطق حيوية حول نابلس، جنين، الخليل، رام الله، سلفيت والقدس، وتتم إحاطة المدن الفلسطينية بشبكة طرق استيطانية هدفها الأساسي عزل التجمعات السكانية وتحويلها إلى "كنتونات" مغلقة.

ولفت إلى أن البؤر الاستيطانية الرعوية والزراعية التي يتذرع الاحتلال بأنها "مبادرات فردية"، ما هي إلا أدوات لربط الكتل الاستيطانية وتوسيع السيطرة، مشيرًا إلى وجود أكثر من 260 بؤرة استيطانية حتى اليوم، وكلها محمية ومدعومة من جيش الاحتلال.

 واعتبر جمعة أن إسرائيل تخطت كل أشكال العنصرية في التاريخ الحديث، مضيفًا: "حتى في جنوب إفريقيا لم تكن العنصرية بهذه الفجاجة، المستوطنون يهاجمون ويقتلون ويحرقون المحاصيل، بينما يتم اعتقال الفلسطيني إذا دافع عن نفسه".