أبو حويج لراية: الفطرة أساس الصحة النفسية والعدوان على غزة يشوه الضمير الإنساني”
تؤكد الأخصائية والمعالجة النفسية ريم أبو حويج، المحاضرة في جامعة دار الكلمة في بيت لحم، أن الإيمان والفطرة الإنسانية يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بصحة الإنسان النفسية واستقراره الروحي والفكري، موضحة أن الإيمان بالمبادئ، والعدالة، وبالله، وبالقضية، كلها تشكل دعائم نفسية تعزز من قدرة الإنسان على التكيف مع صعوبات الحياة.
وفي حديثها لبرنامج احلى صباح عبر اذاعة راية، أشارت أبو حويج إلى أن الفطرة الإنسانية، من منظور الفلسفة الإسلامية، تتجسد في الإنسان منذ لحظة ولادته، وتظهر في سلوكه الطبيعي نحو الخير والعلاقات الإنسانية السوية. لكنها شددت على أن الظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون، خاصة بعد الحرب الأخيرة على غزة، تؤدي إلى تشويه هذه الفطرة وتدمير الإحساس الفطري بالأمان، لا سيما عند الأطفال الذين يفقدون عائلاتهم نتيجة العدوان، ما ينعكس على وعيهم الإنساني والأخلاقي منذ مراحل الطفولة المبكرة.
وأضافت أن الطفل الفلسطيني اليوم يولد في بيئة تفتقر للمعنى والطمأنينة، ما يؤدي إلى اضطراب في التوازن النفسي والروحي لديه. وأكدت أن الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون حالياً بات بعيداً عن معاني الفطرة، حيث يعيش الإنسان في محيط تغيب عنه معاني الوجود والقيم الإنسانية العليا.
وأشارت أبو حويج إلى أن الفلسطيني في جوهر وجوده على هذه الأرض يحمل منظومة متكاملة من الإيديولوجيا الروحية والدينية والوطنية، إلا أن جذورها الأساسية تعود إلى الإيمان الديني العميق الذي يمده بالقوة والصبر في مواجهة القهر والمعاناة المستمرة.
كما تطرقت إلى ظاهرة الاغتراب وتشوه الضمير الأخلاقي على المستوى الدولي، معتبرة أن المجازر التي ترتكب في غزة، يقابلها صمت عالمي مريب، الأمر الذي يجعل الطفل الفلسطيني، سواء في القدس أو الضفة، يدرك منذ صغره أن العالم لا تحكمه منظومة أخلاقية عادلة، مما ينعكس على رؤيته لجوهر العدالة والإنسانية
