خاص| صواريخ إيران تخترق "الغرف المحصنة".. وإسرائيل تخفي خسائرها
تشهد الجبهة الإيرانية الإسرائيلية تطورًا لافتًا في حدة الهجمات المتبادلة وسط تكتّم رسمي إسرائيلي على طبيعة الأهداف والخسائر، في وقت تتصاعد فيه تصريحات طهران حول استهداف مواقع حساسة وحيوية في العمق الإسرائيلي.
وفي حديث خاص لـ"رايـــة"، قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية، ياسر مناع، إن إيران تُعلن بشكل مباشر أنها تستهدف مواقع عسكرية وأخرى ذات طابع حيوي في الداخل الإسرائيلي، لا سيما في مناطق واسعة مثل تل أبيب وحيفا.
وأوضح أن إسرائيل تتكتم على طبيعة تلك المواقع، خاصة وأن بعضها يقع وسط مناطق سكنية، مما يُسفر عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
وأضاف مناع: "باعتقادي أن إسرائيل تتعمّد إخفاء طبيعة المواقع المستهدفة وتحاول انتهاج سياسة إعلامية تقوم على تضخيم الأهداف التي تُستهدف داخل إيران، مقابل التكتّم على المواقع التي تقصف في الداخل الإسرائيلي، في سياسة قديمة متجددة لإدارة الحروب".
وأشار إلى أن إيران تحدثت خلال الأيام الماضية عن استهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية، ومعهد وايزمان للعلوم، وقواعد وبطاريات عسكرية، في ظل غياب أي اعتراف رسمي إسرائيلي بهذه الضربات منذ بداية المواجهة.
وحول انفجار وقع في أحد مراكز الإيواء أو "الغرف المحصنة"، أوضح مناع أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن صاروخًا إيرانيًا اخترق تلك الغرف، ما أدى إلى انقطاع الاتصال بالموجودين فيها ومصرعهم على الأرجح.
وقال: "إسرائيل تعاني من أزمة حقيقية تتعلق بنقص الملاجئ، خاصة في المناطق العربية، إلى جانب تردي حالة التحصينات التي لم تتم صيانتها رغم توصيات مراقب الدولة الإسرائيلي قبل سنوات".
وتابع مناع: "الصواريخ الإيرانية الحالية تختلف جذريًا عن تلك التي كانت تُطلق من قطاع غزة أو لبنان؛ فهي تحمل رؤوسًا متفجرة أكبر بكثير، وقادرة على اختراق التحصينات الإسرائيلية التي ثبت أنها غير صالحة للاستخدام في كثير من المناطق".
وفيما يتعلق بما أثير عن استهداف "مصفاة حيفا"، أوضح مناع أنه حتى اللحظة لا يوجد أي اعتراف إسرائيلي رسمي بذلك، رغم حديث إيران عن استهداف منشآت حيوية هناك.
ولفت إلى أن "الإعلام العبري يُروج من حين لآخر لفكرة أن توثيق المواقع المستهدفة يخدم العدو، بل ويهدد بفرض عقوبات على المستوطنين الذين يُوثقون الضربات".
وعن التصعيد الإيراني الأخير، قال الباحث ياسر مناع: "إسرائيل تنظر إلى المواجهة مع طهران على أنها امتداد لمعركة 7 أكتوبر، وجبهة رئيسية من جبهات المواجهة الشاملة التي تخوضها في المنطقة، لكنها لا تزال تتدرج في طبيعة الردود".
وأوضح أن إيران، من جانبها، تسير وفق سياسة التدرج، فبدأت باستهداف الشخصيات العسكرية، ثم انتقلت إلى مواقع أكثر حيوية مثل آبار النفط، وهو ما انعكس في نوعية وفعالية الضربات رغم قلة عدد الصواريخ.
وختم حديثه قائلاً: "إيران لا تسعى لحرب شاملة، لكنها تُصعّد تدريجيًا بما يتناسب مع سلوك إسرائيل ونوعية استهدافاتها داخل إيران".