خبير في الأمن القومي لراية: إيران أمام خيارين.. ولن تستسلم بعد الهجوم الأمريكي

في ظل التصعيد المتواصل في المنطقة بعد استهداف منشآت نووية إيرانية، ووسط ترقب دولي للرد الإيراني، أكد الخبير في الأمن القومي اللواء المتقاعد أحمد عيسى، أن إيران تحتفظ بحق الرد الكامل، وأنها لن تستسلم أو تنجر إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في هذه المرحلة، مرجّحًا أن تبقي تركيزها على استهداف المصالح الإسرائيلية في المنطقة.

قال اللواء المتقاعد والباحث في الأمن القومي، أحمد عيسى، في حديث خاص لـ"رايــة": "من حق إيران الطبيعي أن تمتلك برنامجًا نوويًا وطنيًا، ومن حقها أن ترد على الاعتداءات التي طالتها. الهجوم على منشآتها النووية انتهاك سافر لسيادتها، وحق الرد مكفول لها، متى شاءت، وكيفما شاءت، وأينما شاءت."

وأشار إلى أن إيران سبق وأن ردت في يناير 2020 على اغتيال أحد قادتها، وكانت الدولة الوحيدة التي ردت عسكريًا على الولايات المتحدة، رغم أنها القوة الأعظم عالميًا، موضحًا أن ما يحدث الآن "اختبار سياسي وعسكري حقيقي" لإيران.

وأضاف عيسى: "الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم يطلب السلام، بل الاستسلام. وهذا ما ترفضه إيران جملةً وتفصيلاً، كما يرفضه الشعب الإيراني الذي بات يلتف حول نظامه بشكل غير مسبوق."

وعن السيناريوهات المتوقعة، أكد اللواء عيسى أن إيران تقف اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: "الخيار الأول هو الاستسلام، وهذا مرفوض تمامًا من النظام والشعب، والخيار الثاني هو المواجهة، التي قد تكون مكلفة لكنها باتت شبه مؤكدة."

وأوضح أن طهران لن تدخل مواجهة مباشرة مع واشنطن، بل ستواصل على الأرجح استهداف العمق الإسرائيلي باعتباره "المصلحة الأمريكية الأهم في المنطقة"، مضيفًا: "المنطقة ككل ليست في وضع مستقر، لكن إيران تحديدًا تواجه ضغوطًا شديدة، ومع ذلك فإن قيادتها تتعامل بحكمة وواقعية."

ورأى عيسى أن استهداف مضيق هرمز هو خيار مطروح ولكنه أقل ترجيحًا في هذه المرحلة، معتبرًا أن إيران ستركز على ضربات موجعة لإسرائيل دون أن تنجر إلى مواجهة شاملة مع أمريكا.