مركز "شمس" استشهاد الأسير لؤي نصر الله، جريمة جديدة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال

أدان مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" بأشد العبارات، جريمة إعدام المعتقل الإداري الفلسطيني لؤي فيصل محمد نصر الله (22 عاماً) من جنين الاثنين 30/6/2025، والتي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد، حيث استشهد بعد أن نقل إلى مستشفى سوروكا من سجن النقب ، في استمرارٍ واضح لسياسات القتل البطيء والإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين. إن هذه الجريمة الجديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والتي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين في ظل صمت دولي مخجل وتخاذل المجتمع الدولي عن مساءلة الاحتلال على جرائمه المتواصلة.يذكر أنه معتقل منذ تاريخ 26/3/2024 إدارياً. 

وقال مركز "شمس" إن استشهاد الأسير لؤي تركمان نتيجة الإهمال الطبي المتعمد والسياسات العقابية الوحشية التي تمارسها إدارة مصلحة سجون الاحتلال، يعكس بوضوح حجم الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال، حيث يتواصل حرمانهم من أبسط حقوقهم الأساسية التي نصت عليها الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تلزم قوة الاحتلال بضمان الرعاية الصحية والحماية للأسرى والمحتجزين لديها، وتمنع صراحة أي معاملة لا إنسانية أو مهينة أو تعرض حياتهم للخطر.

وشدد مركز "شمس" على أن سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين تمثل شكلاً من أشكال القتل البطيء، وهي ليست حالة فردية أو حادثاً معزولاً، بل نهج ممنهج ينفذه الاحتلال الإسرائيلي بحق آلاف الأسرى الفلسطينيين، في انتهاك صارخ لكافة الأعراف والمواثيق الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 وأكد مركز "شمس" أن هذه السياسات الممنهجة تدخل في إطار جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يحظرها القانون الدولي، خاصة وأن سلطات الاحتلال تمتنع بشكل متعمد ومقصود عن تقديم العلاج الطبي اللازم للأسرى، وخصوصاً الحالات المرضية الخطيرة، وهو ما أدى إلى استشهاد العشرات منهم خلال الأعوام الماضية داخل السجون الإسرائيلية.

وقال مركز "شمس" أن استشهاد الأسير لؤي تركمان يعتبر دليلاً إضافياً على الانهيار الكامل للمنظومة الأخلاقية والقانونية التي تدعي إسرائيل الالتزام بها، ويؤكد أن الاحتلال يمارس سياسة إعدام بطيء بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون، وهو ما يرتقي إلى جريمة قتل خارج نطاق القانون يجب أن تقابل بإجراءات دولية حازمة لمساءلة دولة الاحتلال ومحاسبتها أمام المحافل الدولية المختصة، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، والآليات التعاقدية وغير التعاقدية التابعة للأمم المتحدة.

وشدد مركز "شمس" على أن استمرار صمت المجتمع الدولي وتجاهله المتعمد لهذه الجرائم يشجع الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة انتهاكاته الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني وأسرى الحرية، ويزيد من معاناة الأسرى وعائلاتهم الذين يدفعون أثماناً باهظة نتيجة هذا الصمت، ويشكل انتكاسة خطيرة لمنظومة حقوق الإنسان والعدالة الدولية. كما يحمّل المركز المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير لؤي تركمان لحكومة الاحتلال وإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، ويؤكد أن الإفلات من العقاب الذي تتمتع به دولة الاحتلال بات يشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين ويقوّض فرص تحقيق العدالة والإنصاف للشعب الفلسطيني.

في هذا السياق، يدعو مركز "شمس" كافة المؤسسات الحقوقية الدولية، وأحرار العالم، والهيئات والمنظمات الأممية، إلى التحرك العاجل والفاعل من أجل وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين، وإعلاء صوت العدالة والإنصاف، والعمل على إنهاء سياسة الإهمال الطبي والقتل البطيء بحقهم، وضمان محاسبة الاحتلال على جرائمه المتكررة بحق الإنسانية. كما يجدد المركز التأكيد على أن قضية الأسرى الفلسطينيين ستظل عنواناً على أجندة العمل الحقوقي الفلسطيني، ولن يتوقف السعي الدؤوب لكشف جرائم الاحتلال بحقهم وفضح ممارساته أمام العالم أجمع حتى يتحقق الإفراج الكامل عنهم.

وطالب مركز "شمس" المجتمع الدولي، وبالأخص الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والضغط على دولة الاحتلال لوقف انتهاكاتها الممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين، وضمان توفير الحماية الدولية لهم، وإلزام الاحتلال بالامتثال الكامل لالتزاماته بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. كما يجدد المركز دعوته لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وذات مصداقية للتحقيق في ظروف استشهاد الأسير لؤي تركمان وكافة جرائم الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين، والعمل الجاد لضمان الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن، وكافة الأسرى الذين يعانون من أوضاع صحية خطيرة.