جسمه تحوّل إلى هيكل عظمي
منعطف خطير بمسار الكارثة.. استشهاد شاب بسبب الجوع في غزة

استشهد شاب بمدينة غزة، مساء أمس الإثنين، متأثرا بإصابته بـ"سوء تغذية حاد"، جرّاء التجويع الإسرائيليّ، بمنع دخول الإمدادات منذ آذار/ مارس 2025.
وأفادت "مستشفى الكويت التخصصي الميداني"، بوفاة الشاب أيوب أبو الحصين (29 عاما)، متأثرا بسوء التغذية الحاد.
وفي ساعة متأخرة من مساء الإثنين، نشرت مستشفى الكويت صورا للشاب أبو الحصين، يظهر فيها أشبه بهيكل عظمي جراء فقدانه الشديد للوزن، إثر إصابته بسوء تغذية.
وقالت المستشفى في منشور أرفقته مع الصور، إن أيوب وصل "جثة هامدة، نتيجة سوء التغذية الحاد الذي أصيب به في مشهد يجسد حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، بسبب إغلاق المعابر واستمرار العدوان".
وحذرت من أن "النقص الحاد في الغذاء والدواء يهدد حياة آلاف المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، وسط غياب أبسط مقومات الحياة".
وصباح اليوم الثلاثاء، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يوثق ما حل بجسد أبو الحصين، جراء سوء التغذية والمجاعة.
وتعد حالة الوفاة هذه استثنائية في قطاع غزة، ففي العادة يكون ضحايا سوء التغذية والمجاعة من فئة الأطفال وذلك جراء ضعف أجسادهم ومناعتهم.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الثلاثاء، ان استشهاد الشاب، نتيجة إصابته بسوء تغذية حاد "منعطفا خطيرا في مسار الكارثة الإنسانية بما يشير إلى بدء مرحلة أكثر قسوة"، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية منذ آذار/ مارس.
وقال مدير المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة: "ما ورد عن استشهاد شاب يبلغ من العمر 29 عاما نتيجة سوء تغذية حاد، كما وثّقه مستشفى الكويت الميداني، يمثل تطورا مأساويا وصادما في مشهد الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بسبب الاحتلال الإسرائيلي المجرم"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" للأنباء.
وتابع: "وصول شاب في مقتبل العمر إلى حالة من الهزال التام حتى أصبح هيكلاً عظميا، دليل حي على فظاعة الجريمة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين عبر سياسة التجويع المتعمدة والمنهجية، والتي لم تَعُد تقتصر على الأطفال فقط".
وذكر أنه "مع توثيق حالة وفاة لشاب بالغ، فإن قطاع غزة أمام تطور خطير قد يفتح الباب لارتفاع هذا الرقم في صفوف البالغين أيضاً، ما لم يتم التدخل العاجل" لفتح المعابر وإدخال المساعدات.
وأكد على أن هذه الحالة "المُفجعة تمثل وجها آخر من أوجه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون تحت الحصار والحرمان التام من الغذاء والدواء"، مؤكدا أنها "وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الصامت والمتقاعس".
وقال بهذا الصدد: "بينما كانت معظم الإصابات والوفيات (بسوء التغذية) في بداية العدوان من بين الأطفال بسبب هشاشة أجسامهم، فإن الحديث الآن عن بالغين يتساقطون بفعل الجوع والحرمان يثبت أن دائرة الخطر اتسعت لتشمل الجميع دون استثناء".
وأشار إلى أن سياسة التجويع الإسرائيلية "شاملة وتستهدف المدنيين بغض النظر عن أعمارهم، فيما ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بوعي وإصرار كاملين، بما يخالف جميع الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية".
وطالب بضرورة "التحرك العاجل والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جريمة الحصار وإدخال المواد الغذائية والطبية فوراً لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة".
والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال الذين استشهدوا جراء سوء التغذية الحاد إلى 66 طفلا، وذلك منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نتيجة تشديد الجيش الإسرائيلي حصاره على القطاع ضمن استخدام "التجويع سلاحا لإبادة المدنيين".
ومساء الخميس، توفيت الرضيعة جوري المصري (3 شهور) في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد أن عجزت عائلتها عن توفير نوع خاص من الحليب العلاجي الذي كانت بحاجة ماسة إليه.
وفي مشهد مؤلم باليوم ذاته، شيعت عائلتا الرضيعين نضال شراب (5 أشهر) وكندة الهمص (10 أيام) جثمانيهما من مستشفى ناصر في خان يونس، بعدما فقدا حياتهما بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية.
والجمعة، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا، لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق، ومواصلة حربها.
وتشمل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، وقد خلّفت أكثر من 190 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.