خاص| قطاع الدواجن في أزمة.. انخفاض حاد بأسعاره اليوم ومخاوف من ارتفاع قادم

شهدت أسعار الدواجن في الأسواق الفلسطينية انخفاضًا غير مسبوق خلال الأيام الماضية، في خطوة نادرة في السوق المحلي، لكنها لم تكن نتيجة لتنظيم فعلي للقطاع، بل بسبب خلل كبير في العرض والتسويق.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال المهندس أيمن موسى، عضو اتحاد مربي الدواجن، إن الانخفاض الأخير بأسعار الدجاج لم يكن نتيجة لمعالجة حكومية للقطاع، بل بسبب عزوف عدد كبير من المزارعين عن التربية، مما أدى إلى تكدّس الكميات في السوق، مشيرًا إلى أن "الأيام القادمة قد تشهد أزمة نقص حاد، يعقبها ارتفاع كبير في الأسعار".

وأوضح موسى أن ما يحدث الآن هو نتيجة "غياب التخطيط والتنظيم للقطاع"، لافتًا إلى أن بعض المزارعين اضطروا إلى بيع الدجاج بأسعار زهيدة أو التوقف عن التربية نتيجة الخسائر المتراكمة وغياب الدعم.

وأضاف: "قطاع الدواجن يُعد من أكبر القطاعات الحيوية، ويُشغل آلاف العائلات، ويغطي نحو 70% من احتياجات اللحوم البيضاء في فلسطين، لكنه يواجه مشاكل معقدة أبرزها: إدخال الصوص المهرب من إسرائيل، غياب الرقابة على كميات الإنتاج، وفوضى في التسعير".

وشدد موسى على أن السيطرة على السوق تبدأ من "تنظيم كمية إدخال الصوص"، قائلًا: "يجب ألا تتجاوز الكمية مليون و700 ألف صوص أسبوعيًا، لأن أي زيادة تسبب تكدسًا، وتؤدي لانخفاض غير منطقي في الأسعار، يضر بالمزارع".

وأشار إلى أن ارتفاع سعر الصوص في بعض الفترات ــ والذي تجاوز 5 شواكل ــ فاقم من الخسائر، قائلًا: "في رمضان بيعنا الدجاج بـ13 أو 14 شيكل، ومع هيك خسرنا بسبب غلاء الصوص".

ولفت المهندس موسى إلى أن بعض الجهات تستورد صوصًا من الخارج دون تنظيم، وبعضه يهرّب عبر السوق الإسرائيلي، ويُدخل بدون رقابة صحية.

وحول أسعار الأعلاف، أوضح أن سعر الطن يتراوح بين 2600 إلى 3000 شيكل، وهو قابل للارتفاع أو الانخفاض الطفيف، لكن تبقى المشكلة الكبرى في غياب التحكم بسوق الصوص، وأيضًا في تسويق الدجاج.

وعن سؤال "راية" حول غلاء أسعار الدجاج في المطاعم رغم انخفاضه في الأسواق، قال: "هذه مسؤولية وزارة الاقتصاد الوطني، فهي الجهة المخولة بالرقابة وتحديد الأسعار، لكن للأسف لا يتم التدخل بشكل فعال، ونلاحظ أن كثيرًا من المطاعم لم تخفّض الأسعار رغم تراجعها في السوق".