سوق السيارات الكهربائية في إسرائيل يشهد تراجعًا حادًا هذا العام

من السيارات الكهربائية التي ترتفع درجة حرارتها تحت أشعة الشمس في ساحات العرض، إلى انهيار ماركات السيارات الفاخرة الصينية، وصولاً إلى تغيير الوكلاء في الطريق، يُظهر التقرير الذي تم نشره الأسبوع الماضي الصورة الصادمة لسوق السيارات الكهربائية في إسرائيل، حيث يشهد القطاع أزمة غير مسبوقة، بحسب ما جاء في موقع كالكاليست العبري.
وذكرت الصحيفة أنه وفقًا للتقرير الذي نشره اتحاد مستوردي السيارات، فإن مبيعات أساطيل السيارات ما زالت قوية، بينما تسيطر السيارات الصينية على السوق، وتستمر الخصومات في الانتشار، ولكن مع ذلك، لا يمكن إنكار حقيقة أن "المبيعات السنوية للسيارات الكهربائية في إسرائيل قد شهدت تراجعًا كبيرًا".
فقد انخفضت الحصة السوقية للسيارات الكهربائية هذا العام من 25% إلى 16%، وهو انخفاض أكثر خطورة مما قد يبدو للوهلة الأولى، ففي الواقع، كانت المبيعات العام الماضي تتعلق بسيارات كهربائية تم بيعها لعملاء حقيقيين يستخدمون السيارات بالفعل، بينما، هذا العام، تشير التقارير إلى أن العديد من السيارات الكهربائية التي تم بيعها يتم تخزينها في ساحات العرض والمخازن في مختلف أنحاء البلاد، مما يعني أن الأرقام الفعلية للمبيعات قد تكون أقل مما هو مُعلن، بحسب الصحيفة.
زيادة العروض والخصومات
مع دخول سوق السيارات الكهربائية مرحلة "الإفراط في العرض"، يتوقع المحللون زيادة في العروض والخصومات، حيث تظل عملية تركيب محطات الشحن وتوفير محطات الشحن السريعة من التحديات الأساسية التي قد تعيق قرار الشراء، لذلك، من المرجح أن يستمر الترويج للعروض الترويجية على السيارات الكهربائية، حيث يسعى مستوردو السيارات إلى "بيع كل ما يمكنهم بيعه" لتجنب الركود الكبير في السوق.
غياب التميز بين العلامات التجارية الصينية
وأضافت الصحيفة "من الجدير بالذكر أن لا أحد من الشركات الصينية يمتلك ميزة واضحة أو تفوقًا على منافسيه، حيث تقدم جميع السيارات نفس المواصفات تقريبًا مثل الشاشات الكبيرة وغيرها من المميزات المماثلة، الشركات التي تحقق نجاحًا أكبر في السوق هي التي تعتمد بشكل أساسي على جهود التسويق والعلامة التجارية مثل "ZEEKR"، "XPeng" و "BYD". بينما، على صعيد الأداء الفعلي، لا تتفوق سيارات هذه الشركات على غيرها".
السيارات الشعبية ليست ضمانًا للنجاح
حتى الشركات الكبرى مثل BYD تشهد تراجعًا في المبيعات. على الرغم من أن لديها مجموعة متنوعة من السيارات الكهربائية التي تشمل الميني والـ SUV والمنافسة لسيارة تسلا 3، إلا أن أرقام المبيعات ليست كما كانت في العام الماضي. مما قد يجعل الوكلاء يفكرون في استراتيجية جديدة تتمثل في استيراد موديلات فاخرة بدلًا من السيارات الشعبية، حيث أن السيارات الكهربائية في السوق الفاخرة تبيع بشكل أفضل.
السيارات الصينية الفاخرة لا تجد مكانًا في السوق.
على الرغم من محاولات الشركات الصينية تسويق سياراتها الفاخرة في إسرائيل، إلا أن المبيعات لم تحقق النجاح المتوقع. سيارات مثل "هونغتشي" و"ويي" تواجه صعوبة في بيع وحدات بقيمة تتجاوز ربع مليون شيكل، مما يثبت أن السوق الإسرائيلي لم يستوعب بعد فكرة السيارات الصينية الفاخرة، العملاء في هذه الفئة يعرفون جيدًا ما هي "الجودة" ويفضلون العلامات التجارية التقليدية مثل مرسيدس أو بي إم دبليو.
التحديات أمام الوكلاء في إسرائيل
وبينت أن وكلاء السيارات في إسرائيل يواجهون صعوبة كبيرة، حيث لا يزال العديد منهم يبيعون سيارات تم تخليصها من الجمارك منذ أشهر، ولا سيما أولئك الذين لم يحققوا مبيعات جيدة في النصف الأول من العام، الشركات المصنعة قد تطالب هؤلاء الوكلاء بتفسير تراجع المبيعات، مما يخلق ضغوطًا كبيرة على العلاقات بين الوكلاء والمصنعين. في حال استمر الوضع على هذا النحو، قد يتغير المشهد بشكل كبير، مع احتمالية تغييرات في الوكلاء أو حتى تغيير الوكيل نفسه.