هل حقاً البدائل الخالية من الدخان خيار فعّال للإقلاع عن التدخين؟

أصبحت البدائل الخالية من الدخان محط اهتمام العلماء والأطباء وصنّاع القرار، ففي حين يراها البعض حلاً مبتكرًا لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين، تبقى العديد من التساؤلات حول فعالية هذه البدائل المبتكرة، وبينما تشير بعض الدراسات إلى أنها قد تقلل من التعرض للمواد الضارة، تحذر دراسات أخرى من أن هذه البدائل قد لا تكون خالية تمامًا من المخاطر.
وهنا تبرز التساؤلات والنقاشات في أوساط الباحثين والعلماء: هل تعتبر هذه البدائل خطوة عملية نحو تقليل المخاطر الصحية؟ أم أنها قد تحمل آثارًا غير معروفة تظهر مع مرور الوقت؟
في عديد المؤتمرات الطبية العالمية خلال العام 2024 برزت العديد من المواقف الداعمة للبدائل المبتكرة كأدوات فعالة لمكافحة التدخين، فالبدائل الخالية من الدخان تحتوي على مستويات منخفضة بشكل كبير من المواد السامة مقارنة بالسجائر التقليدية، والتي تساهم في تقليص المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين. فيما ينتقد آخرون السياسات التي تعرقل استخدام البدائل الخالية من الدخان، والتي تجعل الإقلاع عن التدخين أكثر صعوبة.
عموماً، بدأت تبرز الدعوات لتغيير النهج التقليدي في مكافحة التدخين وتبني حلول مبتكرة تساهم في تُحسِّن الصحة العامة وتقليل مخاطر التدخين، وتحدي السياسات الرافضة للبدائل الخالية من الدخان المدعمة بالأبحاث العلمية. ويرى البعض أن سوق النيكوتين البديل يمكن أن ينقذ ملايين الأرواح.
في سياق هذه الآراء، تبرز تجربة السويد كمثال واقعي في تطبيق سياسات تهدف إلى الحد من مخاطر التبغ، والتي حققت نتائج ملفتة؛ فمنذ العام 2005 انخفضت نسبة المدخنين البالغين في السويد حتى وصلت إلى 5.6٪ فقط في العام 2023، وهي أدنى نسبة في الاتحاد الأوروبي.
ورغم ما تشير إليه العديد من الدراسات العلمية التي تنظر للمنتجات الخالية من الدخان، مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن والتبغ الممضوغ وأكياس النيكوتين، على كونها كبدائل أقل خطورة من تدخين السجائر التقليدية أثبتت فعاليتها في تقليل المخاطر الصحية وتشجيع المدخنين البالغين على الإقلاع تدريجيًا. فأن الخيار الأفضل دائماً لأي مدخن هو الإقلاع عن التدخين.