خبير عسكري لراية: جنود الاحتلال ضعفاء ميدانيًا... والمقاومة تنفذ عمليات دقيقة
في ظل تصاعد العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وبعد مرور أكثر من 21 شهرًا على حرب الإبادة الإسرائيلية، تُطرح تساؤلات حول دلالات هذه العمليات، وانعكاساتها على المشهدين الميداني والسياسي.
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أيمن الروسان تحدث في تصريح خاص لـ"رايــة"، عن تفاصيل المشهد وتقديراته لما يجري في الميدان.
وقال العميد الروسان، إن "العملية التي حصلت أمس، وكانت محاولة لأسر أحد الجنود، أعتقد أن من قتل هذا الجندي هو الجيش الإسرائيلي نفسه".
وأضاف: "أنا أجزم بذلك، إذ أن عقيدة جيش الاحتلال قائمة على قاعدة: الجندي الميت أفضل من الأسير".
وتابع الروسان: "ما حصل فعليًا هو أن المقاومة تمكنت من استعادة إمكانياتها، وتوجيه ضربة قاتلة للعدو، ونحن رأينا سابقًا أن المقاومة أوقعت خمسة قتلى من جنود الاحتلال في كمين مُحكم أدارته بشكل جيد".
وقال: "هذه نقطة تُحسب للمقاومة، وتُساهم في جعل المفاوضات أكثر مرونة، كما تجبر إسرائيل على التراجع وقبول شروط الطرف الفلسطيني".
وعن أثر العمليات على طاولة المفاوضات، أضاف الروسان: "رغم الاغتيالات المركزة التي استهدفت بعض قادة المقاومة، إلا أن المقاومة تواصل توجيه ضربات موجعة، بما يبدد فرضية الحسم العسكري التي روجت لها قيادة الاحتلال".
وأشار إلى أن "عملية عربات جدعون فشلت في قطاع غزة، ولم تحقق أهدافها. فحتى اليوم، وبعد مرور 21 شهرًا على الحرب، لم يتمكن نتنياهو من تحرير الأسرى أو إضعاف المقاومة".
وأردف: "إسرائيل استنفدت وسائلها في محاولة فرض الاستسلام، فلجأت للتدمير والقتل والتجويع والتعطيش، لكنها لم تنجح".
وقال الروسان: "هناك فجوة حقيقية بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، فالأخيرة استنفدت بنك أهدافها، ولم يعد لديها سوى القتل العشوائي واستهداف المدنيين".
وبشأن ما نشره الإعلام العبري عن أن من ينفذ العمليات الأخيرة في غزة يدير الأطر القتالية ببراعة، علّق العميد الروسان قائلًا: "هذه حرب إعلامية ونفسية. إسرائيل تحاول الترويج لانتصارات وهمية، لكنها على الأرض لا تملك إلا سلاح الطيران، بينما جيشها البري ضعيف".
وأضاف: "الجنود الذين ينفذون العمليات البرية هم في الغالب من قوات الاحتياط، غير مدربين، يسقطون بسهولة أمام عمليات المقاومة".
وأوضح أن "المقاومة أثبتت صمودها، وهي تنفذ عمليات دقيقة، عبر مجموعات متعددة تشمل فرق مراقبة وتنفيذ وعزل. وهذا يشير إلى عمل مهني مبني على خبرة طويلة".
وتابع: "المقاومة، خلال 21 شهرًا، راكمت خبرة ميدانية وقدرة على المناورة وتنفيذ ضربات موجعة، رغم التفوق الجوي الإسرائيلي".
وختم الروسان حديثه بالقول: "لم نرَ من جيش الاحتلال سوى عمليات تدمير جوي تنفذها الطائرات، تسقط خلالها الخسائر في صفوف المدنيين، فيما تفشل قواته البرية في إحراز أي تقدم".
