17 عائلة في العراء بلا مأوى أو مساعدة!
تهجير قسري وتشريد لعائلات عرب المليحات بفعل هجمات الاحتلال والمستوطنين
الأغوار – راية
قالت عالية مليحات، الناشطة الشبابية الميدانية من منطقة الأغوار، إن قوات الاحتلال والمستوطنين نجحوا خلال الفترة الأخيرة، وتحديدًا منذ بدء الحرب على غزة، في إجبار عدد من التجمعات البدوية على النزوح القسري من أراضيها بفعل الاعتداءات المستمرة، والمضايقات اليومية، وعمليات السلب ومصادرة الأغنام، وحرمانهم من الوصول إلى مصادر المياه.
وفي حديث خاص لـ"راية"، أوضحت مليحات أن قرية عرب المليحات في منطقة المعرجات تعرضت خلال الأيام الماضية لهجوم مباشر من قبل المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال، مما أدى إلى تهجير جماعي لـ17 عائلة، باتت الآن تعيش في منطقة تُعرف بـ"العوسج" بين أريحا والعوجا، دون خيام أو أدنى مقومات الحياة.
وأشارت إلى أن هذه العائلات "نزحت تحت التهديد المباشر، وبصحبتها أطفالها وثروتها الحيوانية، بعد أن تعرضت للتهديد بالحرق والقتل والاستيلاء على الممتلكات"، مضيفة:
وأضافت: "المستوطنون سيطروا على منازل بعض العائلات داخل القرية، وطردوا السكان منها، واستولوا على المدرسة ونبع المياه الذي تعتمد عليه العائلات لتعبئة حاجاتها اليومية".
العائلات بلا مأوى ولا مساعدات
ووصفت مليحات الوضع الحالي بأنه "كارثي"، مؤكدة أن العائلات ما زالت منذ نحو أسبوع تفترش الأرض تحت أشعة الشمس الحارقة دون أي خيام أو أماكن تؤويهم، وسط صمت رسمي وغياب تام لأي دعم أو تدخل إنساني.
وقالت: "لا توجد مساعدات حتى الآن. الجهات الرسمية لم تتدخل، ولم تصل أي خيام أو مواد إغاثية، رغم مرور أكثر من 48 ساعة على التهجير".
وأكدت أن سكان عرب المليحات يواجهون الاستيطان منذ أكثر من 5 سنوات، لكن وتيرة الهجمات تصاعدت مؤخرًا بشكل غير مسبوق، شملت اقتحامات ليلية واعتداءات على المدارس، وسرقة أو قتل الماشية، وحتى حرق المساجد.
مدرسة بدوية تتعرض لاعتداءات صادمة
وكشفت مليحات عن تعرض المدرسة البدوية المتنقلة في التجمع لاعتداء من قبل المستوطنين، حيث تم ضرب المعلمين وترويع الطلاب، بل وصل الأمر إلى قيام المستوطنين بـ"وضع ألعاب ملوثة بالدماء في ساحات المدرسة، وحفر قبور رمزية للطلاب"، في مشهد وصفته بـ"المرعب نفسيًا للأطفال"، مشيرة إلى أن بعض الأطفال تعرضوا لنوبات قلبية من شدة الصدمة.
ودعت مليحات الجهات الرسمية الفلسطينية والمؤسسات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه العائلات المهجّرة، وتوفير مخيمات إيواء عاجلة ومياه شرب نظيفة وأساسيات الحياة، قائلة:
وقالت: "هذه العائلات بحاجة إلى دعم فوري. لا يجوز أن تُترك تحت الشمس دون غطاء، ولا غذاء، ولا مياه. هناك أطفال رضع، ولا يوجد حليب. البعض اضطر إلى شراء تنكات مياه بأسعار باهظة وصلت إلى 300 شيكل للتنك الواحد".
كما طالبت بإطلاق حملة إغاثة شعبية عاجلة، مؤكدة أن المجتمع المدني مطالب أيضًا بالتحرك، بدلًا من الاكتفاء بالنشاطات الثقافية أو الترفيهية، وقالت: "إذا لم نستطع حمايتهم وهم في بيوتهم، فعلى الأقل نوفر لهم ما يحفظ كرامتهم في النزوح".
واختتمت عالية مليحات بالقول: "أهلنا في عرب المليحات صمدوا 40 عامًا في وجه الاحتلال، وهم ليسوا ضعفاء، لكن ما يجري هو خطة ممنهجة لاقتلاعهم بقوة السلاح، وعلينا جميعًا أن نكون جزءًا من صد هذا العدوان، أو على الأقل نمد لهم يد العون وهم في أسوأ لحظات حياتهم".