وفد من جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين - القدس يزور طولكرم ويؤكد على دعم صمودها في وجه العدوان

في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها محافظة طولكرم نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل، نظّمت جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين – القدس بالتعاون والتنسيق مع جمعية رجال الأعمال طولكرم، زيارة تضامنية إلى محافظة طولكرم، بهدف الاطلاع عن كثب على الأوضاع الميدانية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، وتعزيز أواصر التعاون بين مكونات القطاع الخاص الفلسطيني في مختلف المحافظات.
وترأس الوفد الزائر السيد كامل مجاهد رئيس الجمعية، وضم الوفد كلًا من السادة أعضاء مجلس الإدارة هشام زيد نائب الرئيس، مجتبى طبيلة أمين الصندوق، جمال العامور، لامي العيساوي، والسيد جهاد عقل مدير عام الجمعية.
وكان في استقبال الوفد رئيس جمعية رجال الأعمال طولكرم السيد مروان ملحم، إلى جانب الدكتور رياض عوض رئيس بلدية طولكرم، والسيد قيس عوض رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة طولكرم، بالإضافة إلى عدد من أعضاء مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال في طولكرم، وهم السادة: عنان حمد، أمين الصندوق، إسماعيل شوارب، مناف حجاز، فؤاد غانم، عبادة خلدون، ويوسف حنون.
واستمع الوفد إلى شرح مفصل حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة التي تعيشها طولكرم، نتيجة التدمير الممنهج للبنية التحتية، والعدوان المتكرر على المخيمات، والإغلاق المستمر الذي أدى إلى شلل شبه كامل في الحركة التجارية والاقتصادية، فضلًا عن معاناة القطاع الخاص الذي تحمل ويتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية إغاثة النازحين ودعم صمود المواطنين.
وأكد المتحدثون من جمعية رجال الأعمال في طولكرم وغرفة التجارة ورئيس البلدية أن ما تتعرض له المحافظة هو جزء من خطة إسرائيلية ممنهجة لإفراغ المخيمات وتدمير مقومات الحياة الإنسانية، وسط غياب أدنى تدخل إقليمي وعربي ودولي، إضافة الى الأعباء المتراكمة والمستجدة التي أضيفت على كاهل القطاع الخاص الفلسطيني نتيجة هذا العدوان.
بدوره، أشاد رئيس جمعية رجال الأعمال - القدس السيد كامل مجاهد بالدور الوطني والريادي لرجال الأعمال الفلسطينيين في طولكرم، مؤكدًا أن القطاع الخاص هو ركيزة أساسية في المجتمع الفلسطيني، والذي لم ولن يتوانى عن بذل كافة الجهود وتسخير الإمكانيات لدعم ومساندة أبناء شعبنا الفلسطيني في مواجهة كل التحديات.
وأشار مجاهد إلى أن الجمعية ستعمل على حشد الطاقات وتوحيد الجهود وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة لدعم أبناء شعبنا في جميع أماكن تواجدهم، داعيًا مجتمع الأعمال الفلسطيني إلى الاستمرار في العطاء والبناء والاستثمار، ومؤكدًا أن الاستثمار في فلسطين هو استثمار وطني يعزز صمود شعبنا ويُجسّد مفاهيم الاقتصاد المقاوم.
وتخللت الزيارة جولة ميدانية شملت عددًا من الشركات والمنشآت الاقتصادية في طولكرم، حيث التقى الوفد بأصحاب هذه المنشآت من أعضاء جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين-القدس واستمع إلى أبرز التحديات التي تواجههم في ظل الأوضاع الراهنة. وشملت الجولة زيارة كل من:
• شركة ومصنع الحجاز للشوكولاتة لصاحبها مناف حجاز
• شركة الرائد للديكور، لصاحبها محمد سريس
• شركة الرحمة للتجارة والتجميل لصاحبها سليم أبو بكر
• شركة الشايب والدنا - مهندسون ومعماريون لأصحابها يوسف الشايب ومحمد الدنا
• شركة أبو زهري لاستيراد وتجارة السيارات لأصحابها نضال أبو زهري و محمد فريج
• شركة ابن خلدون للطباعة لصاحبها عبادة البدوي
وأكد مجاهد على أن جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين – القدس تعتز وتفخر بعضوية هذه الشركات في الجمعية، والتي تشكل نموذجًا يُحتذى به في الصمود والإبداع والإصرار على الاستمرار في الإنتاج والعمل رغم كل التحديات والمعيقات التي تفرضها سلطات الاحتلال.
وأضاف أن هذه الشركات تُجسّد روح الانتماء الوطني والمسؤولية المجتمعية، من خلال تمسّكها بأرضها ومساهمتها الفاعلة في دعم الاقتصاد المحلي، مشيرًا إلى أن الجمعية ستواصل دعم هذه المنشآت وتوفير كل ما يمكن من فرص وأدوات لتعزيز استمراريتها وتطوير أعمالها.
كما قام الوفد بجولة ميدانية في أحياء مدينة طولكرم، اطلع خلالها على حجم الأضرار التي لحقت بالمدينة جراء العدوان، معبرًا عن تضامنه الكامل مع الأهالي، ومشددًا على أهمية استمرار التواصل والتعاون بين رجال الأعمال في كافة المحافظات لتعزيز الصمود الاقتصادي الوطني.
و خلال الزيارة تم التأكيد على أن محافظة طولكرم تقف اليوم أمام تحدٍ إنساني ووطني جسيم، يتمثل في التهجير القسري الواسع لأبناء المخيمات، الذين يتجاوز عددهم عن 25 ألف مواطن أُجبروا على ترك منازلهم وممتلكاتهم وهم بحاجة ماسة الى توفير الإحتياجات الأساسية من مأوى، ومياه، وكهرباء، وتعليم، ورعاية صحية، وخدمات معيشية أخرى. في ظل غياب أي تدخل دولي فعّال.
وشدد الجميع على أن هذا الواقع الكارثي يُعد بمثابة نكبة جديدة تلحق بالشعب الفلسطيني، يتطلب تحركًا عاجلًا وجادًا محليا ودوليا، للوقوف إلى جانب الأسر المهجّرة وتوفير مقومات الحياة الكريمة لها، وتعزيز صمودها في وجه هذه السياسة الممنهجة التي تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
وفي ختام الزيارة، عبر السيد مروان ملحم عن شكره العميق لوفد جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين – القدس، مثمّنين هذه الزيارة التي تحمل في طياتها رسالة وطنية وإنسانية تؤكد وحدة القطاع الخاص الفلسطيني وتكامل جهوده في مواجهة التحديات.