الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:08 AM
الظهر 12:45 PM
العصر 4:26 PM
المغرب 7:51 PM
العشاء 9:21 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الحكومة مستمرة بدعم المتضررين

محافظ طولكرم لراية: الاحتلال يعيد هندسة المخيمات بالقوة وتحويلها لقرى

في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي ضد محافظة طولكرم ومخيميها – طولكرم ونور شمس – أكد محافظ محافظة طولكرم، د. عبد الله كميل، أن الأوضاع الإنسانية والمعيشية في المحافظة تمر بواحدة من أخطر مراحلها، نتيجة الهجمات المتلاحقة، التي لم تتوقف منذ ما قبل السابع من أكتوبر وحتى اليوم.

وقال كميل في حديث خاصة لشبكة رايـــة الإعلامية، إن المحافظة تتعرض لحصار اقتصادي خانق بفعل الإغلاق المحكم المفروض عليها، ومنع أهلنا في الداخل من الدخول إليها، إلى جانب الحواجز العسكرية المنتشرة في كل مكان، مما أدى إلى شلل اقتصادي شبه كامل.

وأوضح أن الأزمة تفاقمت منذ الاجتياح الأخير للمخيمات في 27 يناير، وأن طولكرم تعاني من تدمير واسع طال البنية التحتية والمنازل، مؤكداً أن "الأزمة لم تبدأ اليوم، بل هي تراكم لسنوات من الاجتياحات، ولكنها بلغت ذروتها مؤخراً، مع تزايد عدد العائلات النازحة التي فاقت 4200 عائلة موزعة على مختلف مناطق الضفة الغربية، من جنين ونابلس وقلقيلية إلى رام الله".

وأضاف أن الحكومة الفلسطينية، على الرغم من أزمتها المالية الخانقة، لم تتوانَ عن التدخل، حيث تم تشكيل "لجنة الكرامة للإغاثة والإيواء" التي ضمت جميع الأطراف ذات العلاقة، من القطاعين العام والخاص، وهيئات المجتمع المدني. وبلغت قيمة التدخلات حتى الآن، بما في ذلك بدل الإيجارات وتوزيع المساعدات الغذائية والمالية، أكثر من 50 مليون شيكل.

وأشار كميل إلى أن بعض العائلات لا تستطيع العودة إلى المخيمات بسبب الدمار الكامل الذي طال منازلها، وأن هذه الأزمة مرشحة للاستمرار لفترة طويلة. "حتى في حال عادت بعض العائلات، هناك تهديدات إسرائيلية واضحة بقصف أي بناء جديد في المخيمات، في إطار محاولة إعادة تصميم المخيمات وفتح شوارع واسعة تحت ذريعة أمنية"، حسب قوله.

وشدد على أن الاحتلال يعمل على تغيير جغرافيا وديموغرافيا المخيمات الفلسطينية، في مسعى واضح لطمس رمزية المخيم، وتقليص عدد سكانه ومبانيه، وهو ما يندرج ضمن سياسة سياسية خطيرة تهدف إلى ضرب حق العودة وتصفية قضية اللاجئين.

كما أشار كميل إلى أن الاحتلال لم يكتف بالاعتداء على المخيمات، بل وسّع عداءه ليشمل وكالة "الأونروا"، التي وصفها بعض الساسة الإسرائيليين بأنها "جسم معادٍ"، رغم أنها تأسست بقرار أممي وتشكل شاهداً قانونياً على جريمة النكبة.

الرمزية في خطر

وتابع محافظ طولكرم: "المخيم يمثل لنا هوية وطنية ورمزية لا يمكن التفريط بها. الحفاظ على هذه الرمزية واجب وطني. المخيمات هي الذاكرة الحية للنكبة، واستهدافها بهذا الشكل لا ينفصل عن المشروع السياسي الأكبر للاحتلال".

وحذر كميل في حديثه لـ "رايــــة" من خطط إسرائيلية معلنة تهدف إلى دمج المخيمات في المدن الفلسطينية وتحويلها إلى قرى، وهو ما يعني عمليًا شطب المخيمات كمعالم سياسية مرتبطة بقضية اللاجئين.

استمرار الدعم رغم شح الموارد

وعن قدرة السلطة الفلسطينية على الاستمرار في تقديم الدعم، أكد كميل أن "هناك ملفات لا يمكن تجاهلها مهما بلغت الأزمة الاقتصادية، مثل ملف الأسرى والشهداء والنازحين". وأضاف: "نحن مضطرون للتعامل مع ملف النازحين بكل ما نستطيع من موارد، رغم الوضع المالي بالغ الصعوبة. وما قدم حتى الآن هو تعبير عن التزام وطني، وليس رفاهية."

وأشاد المحافظ بتعاون المؤسسات الدولية مع السلطة، مثل منظمة "أكشن إينت هانغر" (ضد الجوع) ووكالة الأونروا وغيرها، التي تعمل بتنسيق تام مع الجهات الفلسطينية الرسمية لتخفيف معاناة العائلات المشردة، سواء من خلال توزيع المساعدات أو المساهمة في بدل الإيجارات.

وختم محافظ طولكرم حديثه بالتأكيد أن "هذه المعركة طويلة"، داعياً إلى التفاف وطني شامل لحماية المخيمات، وتعزيز صمود الأسر المتضررة في مواجهة محاولات الاحتلال لفرض وقائع جديدة على الأرض.

Loading...