خاص| نتنياهو يماطل في صفقة التبادل ويهرب إلى "عطلة الكنيست"
في ظل الحديث عن محادثات تُجرى لأول مرة بهدف إنهاء الحرب على قطاع غزة، تتكشف تفاصيل جديدة حول المواقف الإسرائيلية من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، وسط ضغوط داخلية وخارجية تتزايد على حكومة نتنياهو.
قال الباحث في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة في حديث خاص لـ"رايــة"، إن ما نشرته صحيفة "هآرتس" عن وجود محادثات مع حماس لأول مرة بهدف إنهاء الحرب، يؤكد أن إسرائيل لم تعد قادرة على تجاهل الحركة.
وأوضح جعارة أن هذه الاتصالات كانت مزعجة للإسرائيليين، واعتبروها نوعًا من التجاهل الأميركي لموقفهم، لكن المسألة اليوم لم تعد تتعلق فقط بإجراء المفاوضات، بل بطبيعة هذه المفاوضات وماهيتها.
وأضاف: "لو أردنا تلخيص الموقف الإسرائيلي من المفاوضات الجارية في قطر، فإننا نشهد اليوم أطول فترة يمكث فيها الوفد الإسرائيلي هناك، ومع ذلك فإن نتنياهو لا يمنح الوفد صلاحيات كاملة، ما يدل على أنه غير معني بالصفقة لأن إتمامها يعني سقوط حكومته بنسبة 100%، خاصة في ظل أزمة الأحزاب الدينية المتعلقة بقانون تجنيد المتدينين".
وتابع: "قوة نتنياهو الآن ليست نابعة من دعم سياسي داخلي، بل من دخول الكنيست في عطلة تستمر ثلاثة شهور، وهي الفترة التي لا تُعقد فيها جلسات، وبالتالي تبقى حكومته قائمة شكليًا رغم المعارضة الداخلية من بن غفير وسموتريتش".
وأكد جعارة أن نتنياهو لا يستطيع تجاهل اليمين الإسرائيلي المتشدد، مشيرًا إلى أن هذا التيار هو نفسه الذي اغتال رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين، وهو يؤمن بالعنف ورافض لأي صفقة.
وأشار إلى أن الإعلام العبري ينشر مؤخرًا مؤشرات تفيد بإمكانية التوصل لتفاهمات خلال أسبوعين، تشمل وقفًا لإطلاق النار تمهيدًا لإنهاء الحرب، لكن الواقع مختلف.
وقال جعارة: "القناة 12 العبرية قالت حرفيًا قبل قليل، وفق اتصالاتها مع مسؤولين إسرائيليين، إنه لا يوجد انفراج حقيقي، وإن الفجوة لا تزال قائمة بين موقف حماس وموقف إسرائيل، بل ويتهمون حماس بالتشدد".
وتابع: "رغم كل ذلك، هناك ضغط شعبي واسع داخل إسرائيل، والمظاهرات تُعرض بشكل يومي على القنوات العبرية، مطالبة بإتمام الصفقة ووقف الحرب، وهناك أصوات تُحمل نتنياهو مسؤولية استمرار القتال".