تواطؤ عالمي وجوع ممنهج.. "الحق" لراية: ما يجري في غزة إبادة جماعية تستوجب تدخلاً دوليًا عاجلًا

 تتفاقم الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة، وسط استخدام التجويع كوسيلة مدمّرة تستهدف بنية المجتمع الفلسطيني. بينما تتصاعد أرقام الضحايا وتتفشى المجاعة، يتهم حقوقيون دول العالم – بمن فيهم دول عربية – بالتواطؤ في جريمة إبادة جماعية ترتكب على مرأى العالم ومسمعه.

في هذا السياق، قال مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن ما يجري في غزة لا يحتاج إلى تفويض أممي ولا انتظار لقرارات مجلس الأمن، بل إلى تحرك مباشر وعاجل من كل من يمتلك ذرة التزام بالقانون الدولي والضمير الإنساني.

قال مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين، إن العالم اليوم متواطئ ومتورّط في جريمة الإبادة الجماعية الجارية في غزة، موضحًا أن التواطؤ يتم على مستويين: الأول هو التورط المباشر من قبل دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا، اللتين تزودان إسرائيل بالسلاح وتدافعان عنها وتهددان من ينتقدها أو يُصدر تقارير رسمية ضدها. أما المستوى الثاني، فهو صمت الدول الأخرى التي تمتنع عن تفعيل التزاماتها القانونية رغم وضوح الجريمة.

وأضاف جبارين أن ما يجري يستوجب تحركًا مباشرًا بكافة الأبعاد، بما فيها البُعد العسكري، لأن جريمة الإبادة الجماعية – بحسب القانون الدولي – لا تحتاج إلى موافقة مجلس الأمن ولا إلى قرار دولي، بل تفرض تحركًا فوريًا من الدول، سواء فرادى أو ضمن أطر جماعية مثل الاتحاد الأوروبي.

وشدد على أن أي دولة تتدخل لمواجهة إسرائيل في هذا السياق لا ترتكب عدوانًا، بل تطبق ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية. ولفت إلى أن غياب الإرادة السياسية لدى تلك الدول هو ما يعيق تنفيذ هذه الالتزامات.

وأشار إلى أن الحديث لا يقتصر على الجوع والموت فقط، بل يمتد إلى الآثار الصحية والاجتماعية طويلة المدى، حيث يجري تدمير المجتمع الفلسطيني وتعطيله جسديًا ونفسيًا، قائلاً: "نحن نتحدث عن مجتمع من مليونين، وآلاف الجرحى، وتداعيات كارثية على المدى البعيد".

وأوضح أن إسرائيل تلجأ إلى التجويع والقتل وإلقاء القنابل على رؤوس المدنيين في الخيام التي أُمروا باللجوء إليها، بشكل يومي ومنهجي، متسائلًا: "هل تفعل ذلك فقط لأنها أمنت العقوبة؟".

وأكد أن المجتمع الدولي – بما فيه الأمم المتحدة – هو من مكّن إسرائيل من الإفلات من العقاب، موضحًا أن "الدول الطرف الثالث" في اتفاقية جنيف، وحتى الدول العربية، متواطئة في هذا الصمت.