خاص | صيفٌ بلا ماء: أزمة المياه بالضفة الغربية تدخل مرحلة حرجة

في مشهد بات يتكرر كل عام، لكن بوتيرة أشد وأكثر خطورة، دخلت أزمة المياه في الضفة الغربية مرحلة حرجة، بعد إعلان مصلحة مياه محافظة القدس عن التوقف الكامل لضخ المياه من آبار ومحطات عين سامية، نتيجة اعتداء مباشر نفذته مجموعات من المستوطنين على المنشآت الحيوية هناك.

مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في مصلحة المياه بمحافظة القدس، فارس المالكي، قال إن الاعتداء لم يكن الأول من نوعه، بل يأتي ضمن سلسلة ممنهجة من الانتهاكات التي تستهدف البنية التحتية الفلسطينية، مشيراً إلى أن مستوطنين تسللوا مؤخراً إلى المحطة المركزية في عين سامية، وقاموا بتحطيم كاميرات المراقبة، وقطع خطوط الاتصال والإنترنت، إضافة إلى تعطيل التيار الكهربائي، ما أدى إلى فقدان السيطرة الكاملة على تشغيل الآبار.

وأكد المالكي في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية أن الاحتلال الإسرائيلي يعرقل بشكل متعمد عمل الطواقم الفنية والهندسية التابعة للمصلحة، عبر منعها من الدخول إلى مواقع الخلل، أو تنفيذ أعمال الصيانة والحفر. مشيرا إلى أن المصلحة تُعد سنوياً خططاً ومشاريع لتطوير الشبكات في القرى والبلدات، لكن الاحتلال يقف حائلاً دون تنفيذها على الأرض.

ولفت إلى أن مناطق مثل بيرزيت، جفنا، عطارة، وكوبر، تعيش واقعاً مائياً صعباً، نتيجة ضعف التزود بالمياه وعدم استقرار الضخ، مرجعاً ذلك إلى تهالك بعض الشبكات وارتفاع نسب الفاقد.

ومع ذلك، أوضح المالكي أن مصلحة المياه استطاعت خلال السنوات الأخيرة تقليص نسبة الفاقد من المياه من 32% قبل عشر سنوات إلى ما دون 23% حالياً، وذلك من خلال مشاريع صيانة وتحديث مستمرة، شملت عدداً من القرى التي شهدت تحسناً ملحوظاً في جودة الخدمة.

وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، وتزايد الطلب على المياه خلال فصل الصيف، تبدو الأزمة مفتوحة على مزيد من التعقيد، خاصة في ظل غياب أي حلول استراتيجية، وتواطؤ الاحتلال في إبقاء الواقع على ما هو عليه، بل وتفاقمه من خلال دعم اعتداءات المستوطنين ومنع الجهود الفلسطينية من التصدي لها