قطع الكهرباء والمياه عن منشآتها
خاص | قانون إسرائيلي جديد يهدد خدمات الأونروا في الضفة والقدس
دخل آلاف اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات نور شمس، طولكرم، وجنين يومهم الـ170 من النزوح القسري، بعد موجة متصاعدة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أدت إلى تدمير واسع في هذه المخيمات، ومنعت آلاف العائلات من العودة إلى منازلهم. في الوقت ذاته، تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" حملة تضييق غير مسبوقة من السلطات الإسرائيلية، تهدف إلى إنهاء وجودها ووقف خدماتها في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضحت عبير إسماعيل، القائمة بأعمال مكتب الإعلام في وكالة الأونروا بالضفة الغربية والقدس المحتلة، أن عدد النازحين نتيجة العدوان الأخير على شمال الضفة تجاوز 37 ألف نازح ينتمون لأكثر من 8000 عائلة لاجئة. وقالت: "الدمار في تلك المخيمات هائل، والأوضاع الإنسانية تزداد تعقيدًا كل يوم."
ورغم التحديات، أكدت إسماعيل في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية أن الأونروا لم تتوانَ عن الاستجابة الفورية للاحتياجات، حيث أنشأت تسعة مراكز صحية متنقلة لتأمين الرعاية الصحية الأولية، ونجحت في إنهاء العام الدراسي بنجاح رغم الظروف القاسية. كما قامت، بالشراكة مع مؤسسات أممية وحقوقية، بتوزيع مساعدات نقدية بلغت قيمتها نحو 6.6 مليون دولار، إضافة إلى قسائم غذائية ومساعدات بدل إيجار.
وقالت: "رغم أهمية هذه المساعدات، فإنها لا تُعدّ حلًا دائمًا، بل شريان حياة مؤقت لهؤلاء الذين خسروا منازلهم ومصدر دخلهم. المطلوب هو معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى النزوح، وتمكين العائلات من العودة إلى مخيماتهم، حتى وإن كانت منازلهم قد هدمت بالكامل."
وفي سياق متصل، حذّرت إسماعيل من خطورة التعديلات التشريعية الإسرائيلية المقترحة، والتي تهدف إلى منع مزوّدي الخدمات من تزويد منشآت الأونروا في القدس الشرقية بالكهرباء والمياه، إضافة إلى مصادرة أراضٍ حيوية تشمل مكتب إقليم عمليات الضفة في الشيخ جراح ومركز تدريب قلنديا، الذي يخدم أكثر من 350 طالبًا من مختلف المخيمات.
وأكدت أن هذه التشريعات تأتي ضمن سلسلة قوانين أُقرت سابقًا لإنهاء عمل الأونروا في القدس وتضييق نشاطها في الضفة وغزة، مشيرة إلى أن "هذه الإجراءات تمثل خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة ولقانون الامتيازات والحصانات الذي يحمي مؤسساتها."
وختمت إسماعيل بالقول إن الأونروا، رغم كل التحديات والضغوط، ستواصل عملها، مؤكدة أن موظفيها في شمال الضفة الغربية، كثير منهم نازحون أنفسهم، "يعملون ليل نهار لضمان استمرار تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين."
هذا الواقع المتدهور يسلّط الضوء على الفجوة المتزايدة بين التزامات المجتمع الدولي من جهة، وصمته المستمر أمام الانتهاكات الإسرائيلية بحق المؤسسات الأممية واللاجئين الفلسطينيين من جهة أخرى.