خدمة VIP ليست حلا فعليا
خاص | رئيس حملة "بكرامة": حل أزمة السفر بفتح المعبر 24 ساعة
في ظل استمرار معاناة الفلسطينيين على معبر الكرامة بين الضفة الغربية والأردن، تتصاعد الأصوات المطالبة بإيجاد حلول جذرية لأزمة السفر المتفاقمة، وسط ظروف تشغيلية غير إنسانية لا تتماشى مع أبسط حقوق الإنسان في حرية الحركة والتنقل.
وقال الدكتور طالب عوض، رئيس الحملة الوطنية لحريّة حركة الفلسطينيين "بكرامة"، إن ساعات تشغيل الجسر الحالية - من الساعة 8 صباحًا وحتى 1:30 ظهرًا - لا تكفي لاستيعاب أعداد المسافرين الكبيرة، مؤكدًا أن العودة إلى العمل على مدار 24 ساعة كما كان الحال في عامي 2017 و2018 هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة.
وأوضح د. عوض في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن الأزمة لا تقتصر على عدد ساعات العمل فقط، بل تشمل تعقيدات في التنسيق، والقيود المفروضة من الجانب الإسرائيلي، وغياب مرونة في إدارة المعبر، مما يجعل حتى السفر لأيام معدودة مهمة شبه مستحيلة.
وتابع: "السفر أصبح صعبًا جدًا على المواطنين، خاصة وأن الجسر الآن لا يعمل إلا لخمس ساعات فقط يوميًا، وهي لا تستطيع استيعاب أعداد الراغبين بالسفر، سواء للمغادرة أو للقدوم. نحن في حملة بكرامة طالبنا سابقًا بفتح الجسر 24 ساعة، وقد تحقق ذلك في عامي 2017 و2018، واستمرت العملية حتى جاءت جائحة كورونا."
وأضاف عوض: "نعتقد اليوم أن الحل الأمثل لتخفيف الأزمة هو العودة لفتح الجسر 24 ساعة، ليكون حق المواطن في السفر مكفولًا في أي وقت وبدون ازدحام. هذا يتطلب تنسيقًا فلسطينيًا أردنيًا مشتركًا للضغط على الجانب الإسرائيلي، وإن لم يتم التجاوب، فيجب التوجه إلى المؤسسات الدولية، كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، للتأكيد على أهمية حرية الحركة للفلسطينيين."
وأردف: "الوضع الحالي مأساوي، فالمواطن الذي يريد المغادرة اليوم لا يستطيع العودة إلا بعد تاريخ 10 أغسطس، لأن المنصة الإلكترونية الخاصة بالعودة مغلقة حتى ذلك التاريخ. أعداد المسافرين تصل إلى أكثر من 4000 يوميًا، وأحيانًا 5000 أو 6000، في حين أن عدد العائدين المسموح به لا يتجاوز 3000."
وأكد عوض أن "خدمة VIP، ليست حلًا فعليًا، لأن تكلفتها مرتفعة جدًا (نحو 91 دينارًا أردنيًا حاليًا)، ولا تضمن حتى الآن عودة سهلة، خصوصًا مع تزايد أعداد مستخدميها. الكثير من المواطنين دفعوا مبالغ إضافية لمحاولة ضمان دورهم في العودة، دون نتيجة تذكر."
وطالب بفتح المعبر أيام السبت والجمعة، حيث أنه مغلق حاليًا يوم السبت، وهذا يزيد من حدة الأزمة. يجب أن يشمل فتح المعبر 24 ساعة جميع أيام الأسبوع."
وقال عوض: "موضوع الثقة بين المواطن والمؤسسات يتطلب حلولًا فعلية، فالمعبر تمارَس عليه سيطرة من ثلاث جهات، ولكن عند فتحه سابقًا 24 ساعة سافر الناس بيسر ووصلوا إلى مطاراتهم في الوقت المناسب."
وبالنسبة لموضوع الضرائب، قال إن هناك ضريبة سفر بقيمة 178 شيكلًا تُعد من الأعلى في العالم، مقارنة بدول لا تفرض ضريبة سفر أصلًا أو تضمنها ضمن تذكرة النقل. "نحن نؤكد أن الوقت قد حان لإعادة النظر بهذه الضرائب المرتفعة التي تُثقل كاهل المواطن."
وأوضح عوض أن "هناك جهود تبذل من وزارتي النقل والمواصلات والداخلية، لكنها تحتاج إلى تنسيق أوسع، وتدخل سياسي على مستوى مجلس الوزراء ورئاسة الحكومة. عدد المسافرين الفلسطينيين سنويًا يتجاوز المليون ونصف، ويصل في بعض الأعوام إلى مليونين، ويجب احترام هذا الرقم وتوفير الآليات الكفيلة بسفر كريم."
وشدد على أنه لا يجوز أن يكون معبر الكرامة مكانًا لإذلال الإنسان الفلسطيني. السفر حق كفله الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في المادة 13، ونحن نطالب بترجمته إلى واقع على الأرض."