قضايا في المواطنة
المتطلبات الوطنية لوقف عدوان الاحتلال ومواجهة التجويع في غزة

خاص - راية
سلّط برنامج "قضايا في المواطنة"، الذي تبثه شبكة "راية" الإعلامية، الضوء في حلقته الجديدة على المتطلبات الوطنية لوقف عدوان الاحتلال ومواجهة سياسة التجويع في قطاع غزة.
واستضاف البرنامج كلًا من حكم طالب، عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي، ود. هاني طالب، الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، للحديث عن سبل مواجهة الكارثة الإنسانية والسياسية المتفاقمة في القطاع.
حكم طالب: ترتيب البيت الداخلي ومقاومة التجويع
أكد حكم طالب أن حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ما زالت مستمرة، ولا تستثني منطقة في فلسطين، مشيرًا إلى التدمير الممنهج في غزة لمقومات الحياة من مستشفيات ومدارس وشبكات مياه ومراكز إغاثية.
واعتبر أن أحد أبرز أسباب ضعف الموقف الفلسطيني هو الانقسام الداخلي، مشددًا على أن ترتيب البيت الفلسطيني هو الخطوة الأولى لمجابهة الاحتلال.
ودعا إلى تفعيل مؤسسات منظمة التحرير، وعقد مجلس وطني جديد، وتشكيل قيادة وطنية موحدة.
كما شدد على أهمية توحيد الخطاب السياسي والإعلامي، وعلى أن تكون القيادة قريبة من الناس، تنطلق من الميدان، لا أن تدير الأزمة من بعيد.
وطالب بعقد قمة عربية فاعلة تقف أمام مسؤولياتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن كثيرًا من القرارات العربية بقيت دون تنفيذ، من دعم القدس إلى شبكة الأمان المالي.
وحمّل الولايات المتحدة مسؤولية الشراكة المباشرة مع الاحتلال، وتوفير الحماية السياسية والدولية له.
ورأى أن المقاومة الشعبية الشاملة، التي تنخرط فيها كل قطاعات الشعب، هي الطريق لإرباك الاحتلال وكسب التعاطف الدولي.
ودعا إلى استخدام القانون الدولي، وتفعيل أدوات المحاسبة والمقاطعة الاقتصادية والثقافية، مؤكدًا أن مواجهة سياسة التجويع تتطلب تحركًا سياسيًا وشعبيًا موحدًا.
كما حذر من الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الضفة الغربية، خاصة المخيمات، مشددا على أن ما يجري من نزوح وتدمير هو جزء من مخطط لإفراغ الأرض من الفلسطينيين.
واختتم بدعوة واضحة إلى امتلاك الإرادة السياسية وتغليب المصالح الوطنية العليا، مؤكدًا أن وحدة الشعب الفلسطيني هي الصخرة التي ستتحطم عليها كل المؤامرات.
د. هاني طالب: غياب خطة وطنية وهيئة طوارئ
أوضح د. هاني طالب أن أحد أكبر التحديات في مواجهة العدوان هو غياب خطة وطنية شاملة ومدعومة سياسيًا، معتبرًا أن ذلك تسبب بفجوة خطيرة في إدارة الأزمة الإنسانية في غزة.
ودعا إلى وضع خطة طوارئ إنسانية توفر الاحتياجات الأساسية، من الغذاء والماء والدواء والوقود، مع ضمان استمرارية التعليم والرعاية الصحية.
وأكد أهمية تشكيل هيئة طوارئ وطنية تضم الحكومة والفصائل والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لتنسيق الجهود داخليًا وخارجيًا.
كما طالب بتأمين تمويل طارئ من الصناديق العربية والإسلامية، مع تخزين مساعدات استراتيجية في دول مجاورة كالأردن ومصر ولبنان، تحسّبًا لأي احتياجات مستقبلية.
وفي سياق آخر، شدد د. طالب على أهمية المجتمع المدني الفلسطيني في مواجهة الانقسام وسدّ الفراغ الرسمي، من خلال توثيق الجرائم الإسرائيلية ورفعها إلى المحافل الدولية، وإطلاق حملات مناصرة بلغات متعددة.
واقترح تعزيز التعاون مع حركات التضامن الدولية مثل حملة BDS، وتنظيم ندوات واحتجاجات دولية، والتعاون مع الشتات الفلسطيني.
كما شدد على أهمية الرقابة على توزيع المساعدات الإغاثية لضمان الشفافية، وبناء الثقة مع المجتمع الدولي.
وخلص إلى أن إعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني تتطلب التوحد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل مؤسساتها، باعتبارها المظلة الجامعة والممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة "REFORM" ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة: