سوق "نبع الخيرات": منصة نسوية لدعم المنتج الوطني وتمكين المشاريع الصغيرة
في إطار السعي لتعزيز الاقتصاد المحلي وتمكين النساء صاحبات المشاريع الصغيرة، أطلقت جمعية تنمية المرأة الريفية بالتعاون مع بلدية بيت لحم مبادرة "سوق نبع الخيرات"، والتي تُقام أسبوعياً لتسويق المنتجات اليدوية والغذائية المصنوعة منزلياً من قبل النساء الفلسطينيات.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قالت سلام العطاونة، منسقة سوق دعم المنتج الوطني في الجمعية، إن السوق ليس مجرد مساحة عرض وبيع، بل هو برنامج متكامل لدعم النساء وتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً.
"نحن موجودون من أجل تعريف المستهلك الفلسطيني بالمنتج المحلي، وخلق علاقة مباشرة بينه وبين المرأة المنتِجة"، تقول عطاوني.
البداية والتطور
وتوضح أن فكرة سوق نبع الخيرات انطلقت أواخر عام 2019، واستمرت بشكل دوري منذ ذلك الحين.
"كنا ننظم السوق كل يوم سبت في مركز السلام في بيت لحم، من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الرابعة عصراً. الهدف كان ولا يزال دعم وتسويق المنتجات النسائية المصنوعة بحب في البيوت، سواء كانت غذائية أو حرفية"، تضيف.
يشارك في السوق عادة ما بين 15 إلى 20 سيدة أسبوعياً، يتم اختيارهن وفقاً لمعايير تتعلق بجودة المنتج وتنوعه وطريقة التغليف، لضمان مواكبة أذواق المستهلكين في السوق المحلي.
تنوّع وتبديل مستمر
وتكمل العطاونة"نحرص على تنويع المشارِكات أسبوعياً حتى تستفيد أكبر شريحة ممكنة من النساء، ونمنح الفرصة للمشاريع الجديدة أيضاً. منذ انطلاق السوق وحتى اليوم، شاركت فيه عشرات النساء من مختلف المحافظات".
التواصل مع النساء يتم عبر صفحة السوق على فيسبوك، حيث تُعرض المنتجات ويتم التقديم للمشاركة، بناء على معايير واضحة تتعلق بالابتكار والجودة وتلبيّة حاجة السوق المحلي.
دعم يتجاوز التسويق
أكدت العطاونة أن الدعم لا يقتصر على توفير منصة للبيع، بل يشمل توفير مواد خام، وأدوات تعبئة وتغليف، وورشات لتحسين جودة الإنتاج، بما يتلاءم مع معايير السوق الفلسطيني.
"السوق ساهم بشكل واضح في دعم وتطوير مشاريع النساء. كل سيدة تأتي بفكرة أو منتج، نساعدها على تطويره وفتح آفاق تسويقية جديدة، سواء عبر السوق أو من خلال الربط مع تجار ومؤسسات"، تقول.
نحو التوسّع في باقي المحافظات
ورغم اقتصار السوق على محافظة بيت لحم حالياً، ترى عطاوني أن هذه التجربة قابلة للتوسيع والتكرار في جميع محافظات الوطن.
"ما يعيق التوسّع أحياناً هو صعوبة الوصول بسبب الظروف السياسية، لكننا نطمح لأن يكون هناك نبع خيرات في كل محافظة فلسطينية: رام الله، نابلس، جنين، طولكرم وغيرها. هذا حلم مشروع".
وتشير إلى أن جمعية تنمية المرأة الريفية تنفذ أحياناً أسواقاً مشابهة في شمال الضفة من خلال شراكات مختلفة، لكن التحديات اللوجستية والمالية تبقى حاضرة.